لم تكن الجولة الثالثة لدوري أبطال آسيا، إلا بمثابة جرعة منشطة وبشرة خير للمنتخب الوطني، قبل أيام قليلة من مواجهتيه الحاسمتين مع «الفدائي» الفلسطيني و«الأخضر» السعودي، سعياً لانتزاع بطاقة التأهل إلى المرحلة المقبلة لتصفيات كأس العالم. وجاء تفوق الأندية الإماراتية على شقيقتها السعودية، أو بالأحرى الأندية التي تهيمن على المراكز الثلاثة الأولى في أقوى دوري عربي، في توقيته المناسب. أولاً لأنه أنعش آمال الفرق الإماراتية في التأهل إلى الدور الثاني، حيث وصل النصر بفوزه على الاتحاد في جدة إلى النقطة السادسة التي تصدر بها المجموعة الأولى، ومنح فوز العين على الأهلي متصدر الدوري السعودي بهدف «عموري» أول ثلاث نقاط، بعد خسارتيه أمام الجيش، واستفاد العين من خسارة ناساف أمام الجيش، وقفز إلى المركز الثاني متساوياً مع ناساف والأهلي، بينما يغرد الجيش وحيداً بالنقاط التسع، وجاء تعادل الجزيرة مع الهلال في الدقيقة 94 ليبقي على «شعرة معاوية» أمام الفريق الجزراوي بشرط فوزه في المباريات الثلاث المقبلة. والمحصلة أن الفرق الإماراتية كسبت 7 نقاط كاملة من نظيرتها السعودية في تلك الجولة. ثانياً أن تلك النتائج تصب في مصلحة المنتخب الوطني قبل مغامرته المونديالية، وقوة «الأبيض» من قوة أنديته، ناهيك عن البعد النفسي، وهو من أهم محاور اللقاءات الإماراتية السعودية، فالفرق الإماراتية وجهت رسالة إلى منتخب بلادها بأن التفوق على «الأخضر» ليس مستحيلاً، خاصة أن الفرق السعودية التي تعثرت أمام شقيقتها الإماراتية تشكل القوام الرئيس للمنتخب السعودي. وحتى يتجاوز «الأبيض» المرحلة المقبلة، بكل ما تحمله من أهمية، يجب أن يتعامل مع كل مباراة كوحدة منفصلة، أي لا يفكر في السعودية إلا قبل الانتهاء من مهمته أمام فلسطين، وهي مباراة لا تخلو من صعوبة، وتستوجب التركيز الكامل، بدليل أن الفريق الفلسطيني نجح في التعادل مع كل من الإمارات والسعودية في مرحلة الذهاب، ما أربك حسابات الفريقين، وهو ما حذرنا منه في بداية التصفيات عندما قلنا مخطئ من يعتقد أن منتخب فلسطين سيكون صيداً سهلاً، وأكدنا أنه سيكون الطرف الثالث في المعادلة، ومن يستهين به سيدفع الثمن غالياً. مع كل الأمنيات بأن يحصد «الأبيض» الـ 6 نقاط في أهم 6 أيام في التصفيات الحالية.