حلم أنه تم استدعاؤه للمنتخب، استيقظ من النوم فوجد على هاتفه اتصالاً من مترف الشامسي مدير المنتخب، تهللت أساريره وكانت الفرحة لسان حاله، باح بما يجول في نفسه لأم عياله، وبالفعل لم يكذب الحلم ولم تخدعه ظنونه، فقد تم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب الوطني. هذا الكلام لم يكن على لسان لاعب صاعد في بداية مشواره وظل طويلاً يرسم في خياله ملامح اليوم الذي سيرتدي فيه قميص منتخب بلاده، ولا لاعب يدرك أن دخوله في قائمة المنتخب كفيل برفع قيمته السوقية، ومدعاة لتهافت الأندية من أجل الحصول على توقيعه، ولكن هذا الكلام جاء على لسان أحد أرقى من وطئ بقدميه على العشب الأخضر، هذا الكلام جاء على لسان إسماعيل مطر. إسماعيل الذي سيكمل عامه الـ33 بعد أيام قليلة، وصاحب مسيرة مشرفة حافلة في الملاعب، حقق فيها ما لم يحققه أي لاعب إماراتي آخر، ونحت لاسمه مكانا بارزا في موسوعة تاريخ الكرة الإماراتية، فكان أحد أساطيرها، وحقق أكثر مما يتمناه أي لاعب خليجي أو عربي، وخاض أكثر من 100 مباراة دولية وكان لاعباً في صفوف منتخبات الشباب والأولمبي والأول في آن واحد، ولكنه لا يزال متعطشاً لتمثيل منتخب بلاده، وتراوده أحلام طفل حافي القدمين يداعب الكرة ببراءة، فيقول لأقرانه متحدياً، يوماً ما سوف ألعب في صفوف المنتخب. إسماعيل مطر ليس لاعب كرة قدم وحسب، ولكنه تاريخ قائم بحد ذاته، حياته في الملاعب كتاب مليء بالدروس والفائدة، يجب أن يقرأه ويحفظه عن ظهر قلب كل ناشئ قبل أن يتعلم أساسيات اللعبة، هو روح العطاء التي يجب أن يتحلى بها كل لاعبينا، ليتعلموا أن الموهبة ليست ذات قيمة إذا لم يصاحبها العزم والإصرار، وإذا لم تعززها التضحية والإخلاص، وإذا لم يضاف إليها التحلي بالمسؤولية، وكلها أشياء وصفات اجتمعت في شخص إسماعيل مطر. كتبت كثيراً عنه، وفي كل مرة أشعر كأنها الأولى، وفي كل مرة أشعر أن هناك الجديد، وكأن المفردات تخاطبني لا زال هناك المزيد، واليوم يفخر إسماعيل كثيراً باستدعائه مجدداً لتمثيل المنتخب، ولا نشك أنه سيفعل كل ما بوسعه لقيادة هذا الجيل إلى أبعد مدى ممكن، لأن حلم «سمعة» هو حلم الوطن، لذا يحق له أن يفرح ويحق لنا الفخر، بأن كرة القدم الإماراتية أنجبت يوماً ما لاعباً أسطورةً يدعى «إسماعيل مطر».