عام 1988 وتحديداً في العاصمة الأردنية عمّان، وخلال نهائيات كأس العرب «التي غابت وأتمنى أن تعود»، تعرفت على الزميل والصديق علاء إسماعيل، ومن يومها نشأت صداقة بيني وبينه، فهو من النوع الذي يدخل القلوب، بدماثة أخلاقه ورقّة أسلوبه، وبقينا على تواصل، والتقينا كثيراً في المناسبات والبطولات الرياضية المختلفة، وكان آخر تواصل لي معه خلال كأس السوبر المصري الذي استضافته الإمارات، ولم أتمكن من الحضور ورؤية علاء الذي عاشت الإمارات في قلبه وعواطفه، بعدما أمضى فيها أجمل سنوات عمره، وحتى بعدما ترك البيان، وعاد إلى بيته في مصر الجديدة، بقي وفيّاً للإمارات، ومتواصلاً مع جريدته البيان رغم تحوله لمعد برامج تلفزيونية. وأتذكر أنني زرته في بيته بالقاهرة، وفاجأني باحتفالية لا أنساها في حياتي هو وعائلته الطيبة، وكانت عائلتي أيضاً معي. ولم أتخيل يوماً أنني سأكتب في «ذكرى» علاء إسماعيل مرثية ووداعية، ولكني قرأت خبر وفاته عبر «تويتر»، وتحديداً من حساب مجلس أبوظبي الرياضي، ولم أصدق ما قرأت، أو لأكن أكثر دقة لم أود أن أصدق ما قرأت، فاتصلت بزميلي محمد البادع وسألته، فأكَّد لي الخبر المفجع والحزين. بالتأكيد نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ونؤمن أننا جميعاً على هذه الطريق، إنْ عاجلاً أم آجلاً، لهذا لم أجد سوى ما جمعني به، وهو المحبة والكلمة طريقاً لوداع هذه القامة الإعلامية التي أسهمت في صياغة الإعلام الرياضي المصري والإماراتي والعربي، وكان علاء إعلامياً بعيداً عن الإثارة المفتعلة والنقد الشخصي وتصيُّد الأخطاء، بل كان صاحب رؤية هادئة لأحداث رياضية صاخبة، وكان (رحمه الله) محبوباً من الجميع، ولم أسمع طوال حياتي كلمة «غاضبة أو نابية» بحقِّه، بل إجماع على أنه زرع في نفوس كل من عرفوه بذرة حب لا تنتهي مع رحيله. وداعاً علاء إسماعيل، وستبقى في قلوبنا ما حيينا.