الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشهد الثقافي في «إمارة رأس الخيمة» تحت مجهر التشريح والمكاشفة

1 فبراير 2017 00:24
عبير زيتون (رأس الخيمة) لم يكن نقاشاً عادياً ذلك الذي فرضته أمسية الباحث والكاتب «نجيب الشامسي» مساء أمس، وهو يحفر بعين المصارحة والمكاشفة، ودون رتوش تجميلية، «واقع المشهد الثقافي الراهن في إمارة رأس الخيمة»، والذي وصفه «بالغياب»، و«الترهل»، مع ضمور فاعلية المؤسسات الثقافية، وتراخي مثقفي الإمارة عن تحمل مسؤولياتهم كمثقفين عضويين، يدركون الآثار الهدامة لطغيان الخطاب الثقافي الاستهلاكي. ففي ثاني أمسيات المقهى الثقافي، المرافق لفعاليات معرض كتاب رأس الخيمة في دورته العاشرة، التي ينظمها كتاب رأس الخيمة، بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة الإمارة، الجهة المنظمة للمعرض، ناقش نجيب الشامسي، المدير العام السابق للهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى بدول مجلس التعاون الخليجي «واقع المشهد الثقافي في إمارة رأس الخيمة»، وسبل تفعيل مقوماته في أمسية قدمها الإعلامي الشاب «محمد إبراهيم». وتساءل نجيب الشامسي بكل شفافية، بعد وقوفه عند المقومات والإمكانات التاريخية والحضارية، والثقافية العديدة التي تختزنها بيئة الإمارة ومكنتها عبر الفعل الثقافي التاريخي من تقديم نخبة من رواد الثقافة الأوائل على مستوى الدولة، ما هي أسباب النكوص، والتراجع الثقافي الذي تعانيه إمارة رأس الخيمة اليوم؟ وما هي السبل الواجب القيام بها اليوم لعلاج المعوقات التي تحول دون الاستفادة من كل إمكاناتها المادية والبشرية؟ وقال «الشامسي» «غياب وجود «هيئة للثقافة والإعلام» في إمارة رأس الخيمة برئاسة حكومية عليا، ترعاها وتشرف عليها وفق نظام إداري مدروس يؤمن بأهمية دور الثقافة في تنمية الإنسان، وتحصنه من ظهور سلوكيات خاطئة مرتبطة بالعنف والجرائم، ساهم بشكل كبير في غياب فعل المساءلة، والمكاشفة لواقع الفعل الثقافي الراهن في الإمارة، وجعل المؤسسات والجمعيات والأندية المعروفة فيها، متفرقة في جهودها الثقافية وغير ملحوظة، وسهل على المثقفين الهروب من مواجهة مسؤولياتهم تجاه الواقع، مما غيب حضور الإمارة ثقافياً، ومجتمعياً عن الساحة الثقافية داخلياً وخليجياً». ودعا الشامسي ضمن جلسة الحوار، مثقفي الإمارة المؤمنين بخطورة الزمن الراهن، وما يحمله من خطاب عنف، وتطرف إلى التكاتف وصياغة استراتيجية فكرية وثقافية تُرفع إلى الجهات العليا، مع التركيز على أولوية وأهمية إنشاء مظلة ثقافية جامعة لكل الجهات التي تتعامل اليوم بمفردها مع الخطاب الثقافي ووفق أهوائها الشخصية، يقوم بأعبائها مثقفون ومفكرون يؤمنون أن مسؤولية المثقف ليست إدارية وشكلية وترفيهية، بل النهوض بالمشهد الثقافي في الإمارة، ليواكب النهوض العمراني فيها. ومن ضمن مداخلات الحضور الكثيرة في تفاعلها مع تشريح المشهد الثقافي في الإمارة، رأى المخرج المسرحي «ناصر اليعقوبي» أن المثقف في الإمارة يتحمل دوراً كبيراً في هذا التراجع مع لجوئه إلى الشللية الثقافية، وعدم إيمانه بمفهوم ودور الوحدة، والتكافل فيما بينهم جعل من المشهد الثقافي اليوم المرآة الحقيقية العاكسة لطريقة تفكيرنا وسلوكنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©