«الدار» صوت جديد يطل علينا بحبره الملون، ببوح جميل وخط نبيل، لغة تقطف من أوراق اللوز اخضرارها ومن نبضات القلب أخبارها، وبأجنحة الطير تحلق، وبعيون الغزلان تحدق، ومن خيوط الشمس تحيك قماشتها، ومن موجة البحر تلون صفحاتها، فتصل إلى القارئ كأنها الفراشة تهفهف على وجدان المعرفة وترفرف عند أغصان الشجرة الوارفة. «الدار» صحيفة أسبوعية زخرت في عددها الأول بباقة من ورود الوطن، وعطرت الروح بأنفاس الذين عرجوا إسراءً على القلب، وامتزجوا بالذاكرة، كما هي الجداول الملتقية عند مصب الحياة، قرأت الدار بشغف لأعرف المكنون والمضمون والمخزون، وأهيم في أتون الكلمة لأنها السر الذي يكمن ما بين الشريان والوريد، ولأنها الميسم الذي يغوص في جسد الذاكرة فيأتي بالخبر اليقين عن بلد أسرت قلوب الملايين في عطائها وسخائها وبهائها ووفائها وسارت في فضاء العالم نخلة تثري عناقيدها أحباباً وأصحاباً. «الدار» الصحيفة حملت هذا الاسم الجميل بصفاته وسماته وبصماته وشاماته ووسامته ورشاقته ولباقته وأناقته وصولته وجولته واكتساحه مساكن النجوم وملامسته هامات الغيوم فصار هو الغيث وهو الليث وهو المعنى في الدلالة والدليل وهو المغزى في الجملة والتفصيل. وما يسعدنا ويشرفنا أن من يدير هذا المنبر الجديد شباب من أهل الدار، ومن الدار إلى الدار نرتقي ونستقي ونرتوي من رضاب الحلم نعانق أهدافنا وطموحاتنا بكل شفافية وحيوية ليصبح الرأي المفتوح على الفضاء، طائراً يغرد في السماء لأجل علاقة سوية مع الآخر، ولأجل مشاعر لا تبرر، بل تسرد الحكاية من البداية حتى البداية ومن غير نهاية.. إنها غواية الجملة المتشظية، إنها وشاية الكلمة المتوازية مع عقد النجوم المتلألئة.. فكم هي الأعين تزداد بريقاً عندما تشرق في سمائنا شمس جديدة، كلمة جديدة تضاف إلى نسق العطاء الصحفي في بلادنا المشرف والذي نعتز به ونفتخر بمن يبذلون النفس والنفيس من أجل قطرة جديدة ترفد نهر آمالنا وأمنياتنا. «الدار» صدرت جميلة ونتمنى لها أن تحافظ على مستوى لأجل الارتقاء إلى مستوى أجمل، فهذا طموحنا، فلا نكتفي بالحاضر بقدر ما نحن نصبو إلى الغد، لأن الغد في مخيالنا هو الأجمل وهو الأكمل، ونتمنى من أحبابنا الذين يديرون هذه الصحيفة ألا يلتفوا إلى النقد إذا جاء جارها من طرف ما أو شخص ما، بل عليهم المضي قدماً والاستفادة من التجربة، فالخبرة هي مصباح يضيء ليالينا وينير دروبنا.. شكراً لأهل الدار وشكراً لكل من يبذل من أجل الوطن بإخلاص وصدق.