في ذات اليوم الذي أكد فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رؤية الإمارات «نحو عالم عربي مستقر وآمن يتطلع إلى المستقبل بتفاؤل وإيجابية»، كنا نشهد تفاعلاً كبيراً من أبناء هذا الوطن الغالي مع قرار القيادة العامة للقوات المسلحة، ممثلة بهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، مد الخدمة لمدة عام بدلاً عن التسعة أشهر. لقد كان بناء القوات المسلحة منذ تأسيس الدولة جزءاً من هذه الرؤية لتكون سياجاً حصيناً للوطن ومكتسباته، وسنداً وعوناً للشقيق والصديق، وقرار مد الخدمة الوطنية صورة من صور تعزيز دورها بتأهيل الشباب من أبناء الوطن للنهوض بمسؤولياتهم، ويعد رد بعض من الجميل والدين الكبير الذي يطوق أعناق الجميع تجاه إمارات المحبة والعطاء. التفاعل الكبير الذي اُستقبل به قرار مد الخدمة الوطنية، عبر عن قوة الولاء والانتماء الذي يميز أبناء الإمارات، ومتانة اللحمة الوطنية في هذا المجتمع الذي يتسابق كل أفراده للتعبير عن الفخر والامتنان والتقدير للقيادة ورؤيتها في البناء ومسيرة التنمية، وتحقيق الرقي والتقدم والرفاهية الازدهار للوطن وأبنائه، وصولاً لإسعادهم في وطن السعادة. وحمل التفاعل مع القرار دعوات متجددة لتوسيع الفئات العمرية القادرة على الانخراط في الخدمة الوطنية، أو الخدمات المساندة لقواتنا المسلحة. واستذكر المتفاعلون مع القرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأدوار العظيمة والمهام الجليلة لقواتنا المسلحة، في مناطق عدة من العالم، انطلاقاً من تلك الرؤية والنهج السديد الذي رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وسار على خطاه قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وحمل التفاعل وقفات إجلال وتقدير لتضحيات شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا في ميادين الشرف والبطولات والأمجاد لتظل راية الإمارات شامخة. وكان التفاعل مناسبة للتعبير عن الامتنان للجنود المجهولين في مصانع الرجال ومعسكرات وساحات التدريب الذين ساهموا في تدريب وتأهيل مختلف دفعات شباب الخدمة الوطنية، وأعادوا صياغة شخصياتهم، وجعلوا منهم أشخاصاً آخرين تملؤهم العزيمة والإصرار على خدمة الوطن بكل جدارة واقتدار. فرح وطن الفرح بقرار مد الخدمة الوطنية، عبر عن شعور عميق بقيمة واجب وطني يتسابق الجميع لأدائه بكل فخر واعتزاز فداء للإمارات.