كان ولا يزال الخلل في مؤسساتنا الرياضية يكمن في الفكر الإداري الصامد والجاثم على صدر الرياضة منذ سبعينيات القرن الماضي، ولا يزال متشبثاً بالكرسي، ويستخدم أجود أنواع الصمغ، رافضاً إفساح المجال للشباب، فهو لا يريد ترك الفرصة لغيره، ولا يزال مصراً على البقاء، وها هي النتيجة واضحة للعيان، جرعات من التخبط وكومة من الأخطاء. كيف ستقودنا إلى التطور؟ عقول لا تكلف نفسها عناء الاطلاع على محضر اجتماع، عقول غير قادرة على قراءة لائحة، والإفتاء في أبسط مشكلة، وعقول لا تعي ولا تدرك ما سمعت، وأيادٍ مرفوعة لا يعلم صاحبها لماذا رفعت، وفي المشكلة الأخيرة الخاصة بمدى قانونية لجنة الانتخابات، قرأنا العجب العجاب، ما بين مسؤول يدعو إلى تجاوز اللوائح وعفا الله عما سلف، وآخر لا يرى حاجة إلى جمعية عمومية طارئة، وثالث يدعو إلى تصحيح الخطأ بالتمرير على أعضاء الجمعية العمومية، ومسؤول لا يريد أن يبدى رأياً. كيف ننشد التطور؟ ولدينا عقليات إعلامية توقف بها الوقت عند حد معين، تدين بالولاء لعصور الجاهلية الأولى ولا تريد أن تواكب الزمن، ولدينا أقلام جف حبرها ولا تزال تدور في فلك الشعارات الرنانة والأوهام، كيف ننشد التطور؟ ولدينا مسؤولون مسكونون بنظرية المؤامرة، ومسؤولون قادمون من عصر ما قبل اللوائح، يراهنون على جهل بعض الحاضرين إلى اجتماعات الجمعية العمومية، يمررون عليهم ما شاءوا من القرارات، يجيدون فن القفز فوق اللوائح والنفاذ من الثغرات، ثم عندما تحدث المشكلة وتتشابك الأمور وتعظم وتتفاقم، نستبدل القوانين بكلمة ولو جبر خاطر «وحبة خشم». الجمعية العمومية في كل مكان تأمر وتنهي، وهي السلطة التشريعية العليا، فهي تطلب وتنتخب، وتعين وتمكن، وتصدق وتعلق، وتحدد وترفض، وتخول وتتدخل، والجمعية العمومية في كل مكان، هي الجهة الوحيدة القادرة على حل وإعادة تشكيل الكيان، ولكن عندما تتخلى هذه الجمعية عن أدوارها، وتتنازل عن صلاحياتها، فتكون بلا حول ولا قوة، وتصبح اجتماعاتها بلا طائل أو جدوى، مجرد صور وفلاشات وأضواء، وكلام في الهواء، إذن فيم العناء؟ ولماذا نثقل على كاهل السادة الأعضاء؟ وبدلاً من الحضور وتجنباً للتعب، لتتحول الجمعية العمومية إلى «جروب في الواتساب»، نكت وصورة وأقوال مأثورة.