لم يكن قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بتصنيف حزب نصر الله منظمة إرهابية وليد غضب وانفعال كما حاول أن يزعم نصر الله في خطابه بالأمس أمام أنصاره بل سبقت هذا القرار جهود كثيرة ومنذ فترات طويلة من أجل تحرير نصر الله وحزبه من أسر إيران وخضوعه الذليل لها حتى جر معه لبنان كله إلى الحظيرة الإيرانية.. ومزاعم نصر الله بأن القرار الخليجي جاء تعبيراً عن الغضب والانفعال يدحضه تماماً إحساسنا جميعاً في المنطقة الخليجية، وربما في العالم العربي، بأن القرار جاء متأخراً جداً وأن الصبر على إرهاب نصر الله وحزبه قد طال أكثر مما ينبغي وكأن لسان حال الشعوب العربية والخليجية يتساءل: إلى متى الصبر على نصر الله ومليشياته، وقد علم القاصي والداني، أنه ينفذ بكل وضوح وبلا حياء أجندة إيران الرامية إلى زعزعة استقرار وأمن الدول العربية وإثارة الفوضى والفتنة الطائفية بهدف تفكيك الدول الوطنية لصالح الثقافة المليشياوية التي تحكم إيران. والمتابع لكلمة نصر الله يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه هو الذي فَقَدَ صوابه وأعصابه بسبب القرار الخليجي، وأنه فَقَدَ رُشده بعد أن أسقط هذا القرار الخليجي الحازم قناع المقاومة الزائف الذي كان نصر الله يخفي به وجهه القبيح وارتماءه في أحضان المقاول الإيراني الذي يسعى إلى هدم المنطقة والمتاجرة بأنقاضها في سوق الإرهاب. لقد كان الصبر على نصر الله أطول مما يجب، مما أتاح له ولأمثاله من الجماعات والمنظمات الإرهابية ممارسة جرائم الفتنة تحت ستار مقاومة إسرائيل، وقد كان هذا الستار زائفاً، فقد كانت إسرائيل أكبر المستفيدين من سلوكيات وجرائم نصر الله في لبنان ثم في سوريا بعد ذلك، وفي كل حروبه بالوكالة عن إيران في اليمن والعراق وجرائمه الإرهابية في مصر والسعودية والكويت والبحرين، كل هذا العبث الذي يمارسه نصر الله بالوكالة عن مقاول الهدم الإيراني يصب في مصلحة إسرائيل واستقرارها، فإشعال المنطقة لا هدف له إلا إخراج كل الدول العربية من مواجهة إسرائيل لتبدو الدولة العبرية آمنة مستقرة هادئة وقد انصرف عنها الجميع وتفرغوا لقتال بعضهم البعض لحساب إيران وجماعاتها الإرهابية أمثال حزب نصر الله، وداعش، والنصرة، والقاعدة، والإخوان، والحشد الشعبي، والحوثي.. وهذا المشهد العربي الدامي والمأساوي يسقط قناع المقاومة الزائف عن نصر الله وأمثاله، ويرينا الجميع في خندق واحد ضد هذه الأمة، إسرائيل وإيران وحزب نصر الله وداعش والقاعدة والحوثي والنصرة والإخوان والحشد الشعبي، كلهم اجتمعوا على هدف واحد هو تفكيك الأمة العربية، وبعثرة دولها وأوراقها، وإعادة رسم خريطتها، وتقسيم المقسم منها، وإسقاط الدول الوطنية لصالح المليشيات الإرهابية، ولصالح إيران وإسرائيل أيضاً.