يتباين الواقع بشكل كبير بين الأندية الأجنبية الكبرى، وبين أنديتنا، سواء المحلية أو العربية، ليس فقط في المستوى، وما يقدمه اللاعبون هنا وهناك، وإنما أيضاً في درجة القرب من الجمهور، باعتباره صانع الشهرة والنجومية والحضور، فالأندية هناك لا تتوقف عن الفعاليات والمبادرات التي تقربها يوماً بعد يوم من جمهورها، ولذا ليس مستغرباً أن تحصد أندية عالمية حضوراً طاغياً على أرضنا، ربما يفوق ما تحظى به الأندية العربية بين أهلها وناسها. . منذ يومين، تفاعل نادي ريال مدريد مع قصة الطفل الفلسطيني أحمد دوايشة الذي أحرق مستوطنون أسرته، ولم يبق من بينهم سواه، وأرسل يطلب اللاعب لاستضافته في إسبانيا، في محاولة لمشاركته محنته والتخفيف عنه، وقبلها بفترة ليست بعيدة، تفاعل برشلونة مع طفل آخر صنع من كيس بلاستكي «تي شيرت» ميسي، وغيرها من القصص المتداولة والتي تصلنا أخبارها من وقت لآخر، وهي وإن أشارت إلى الدور الاجتماعي لتلك الأندية، توضح أيضاً تشعب آلتها الإعلامية التي تعرف كيف تداعب الجمهور في كل مكان، وتضاعف من شعبية النادي بمواقف بسيطة لكنها آسرة. هناك بالطبع مواقف لأنديتنا سواء المحلية أو العربية، ومساهمات هنا أو هناك، لكنها محدودة أو موسمية، وتتم مصادفة، دون أن يكون ذلك مرتباً له أو جزءاً من رسالتها، سواء الاجتماعية أو التسويقية والإعلامية، على الرغم من أننا أكثر احتياجاً لهذه المبادرات لربط الجمهور بالنادي، والذي سينعكس بدوره على الحضور الجماهيري وعلى اتساع الشعبية. وأعتقد أن أنديتنا العربية، هي الأولى بتبني مبادرات في محيطنا العربي الذي تتجه الكثير من المبادرات إليه بحكم عوامل شتى، أهمها الحالة الاجتماعية المتدنية للكثيرين في واقعنا العربي، والقصص الإنسانية التي توجع قلوبنا كل يوم، ونكتفي في الغالب بالدعاء، دون اتخاذ موقف داعم أو مساند. هذا الحضور المنشود، يحتاج إلى بناء متكامل داخل كل الأندية، يخطط للوصول إلى كل مكان، باعتبار أن هذا الوصول ستكون له ثماره في المستقبل، فالشعبية ليست أمراً هيناً، لأنها تترجم إلى أرقام وإحصاءات وإلى إعلانات، سيكون لها مردودها على النادي، وهذا الدور لا يجب أن يكون في انتظار مبادرة أو نزعة شخصية، وإنما هو الذي يرشد النادي بكامل هيئاته إلى مواطن الضوء التي عليه أن يتجه إليها، وبالتالي يصل فيها إلى عشاقه الذين يحتاجون في وقت من الأوقات للشعور بأن ناديهم بجوارهم، وأن هتافاتهم في المدرجات لا تذهب سدى. كلمة أخيرة: لأن الجمهور جزء من الأسرة.. عليك أن تشاركه أيضاً أفراحه وأحزانه