* اللهم أعنّا على «ونّ زيزو ونّ»، وعلى إزعاجات العاملين فيه، وساعدنا على تجنب عروضهم، وتدفق باقاتهم، وكثرة خدماتهم غير المجانية، شبه المفروضة، وباعد بيننا وبين اتصالاتهم التي تبدأ من فجرهم، ولا تنتهي إلا بحلول الظلام، لهم في كل يوم طاقة لبيع أي باقة، ولهم من المهارة والشطارة لتسويق أي خسارة، ولا ندري متى سيكفون، ومتى سيتوقفون، فقد امتلأت هواتفنا بباقاتهم وبطاقاتهم، وغدونا لا نفهم كيف نرد على استفساراتهم، فأخذنا بعض باقاتهم مجبرين، وعن اللغو صرنا معرضين، لكنهم ما برحوا وراءنا لاحقين، يرغبوننا بالمزيد والجديد، ونحن لما يقدمون كارهون، لكنهم لا يسمعون، وعن غيهم لا يرتدون، وللآتنا الكثيرة لا ينصاعون، فاللهم امح رقمهم، وجفف باقتهم، واجعل «ونّ زيرو ونّ» آخر عهدهم! * مرات كثيرة نتساءل هل نلوم الدهر أم نلوم ناسه؟ ننظر للشعوب في أوروبا الشرقية، وجمهوريات الاتحاد السوفييتي القديم، وبعض الشعوب من حولنا، وكيف تغيرت، لتغير حالهم ونظام تسيير مجتمعاتهم، ونرى الفروق كيف اتسعت في غمضة عين، ربما صارت اليوم للأحسن لأنفسهم كما يعتقد البعض، وللأسوأ لغيرهم كما يرى البعض الآخر، لكن ثمة تغير وتبدل سريع لتغير الحكم وما يسوس المجتمعات من أنظمة سياسية واقتصادية، تلقي بثقلها وظلالها على النظام الاجتماعي، فلا تعرف على من تلقي اللوم في هذا التبدل على الوقت أم الناس؟ ترى إيران وأفغانستان في الخمسينيات وحتى السبيعنيات، وتراهما اليوم، في حين دول مثل الدول الإسكندنافية وسويسرا لم تتبدل إلا نحو التحضر والأفضل، ولم يفعل الدهر شيئاً بهم، ولم يغيرهم، لكنهم غيروا أنفسهم نحو الأرقى إنسانياً، فإذا كان الأمر واضحاً في تبدل المجتمعات، غير أنه أكثر تعقيداً في تبدل الأفراد، حيث تلعب النفسيات والتربية والطينة والبيئة والثقافة ومنظومة الأخلاق، لكن الإنسان لا يعرف أن يلوم نفسه، فيكيل اللوم كله على الزمن، حتى حين يريد أن يسب، لا يجد غير الوقت، وهذا الزمان الرديء! * مواطن يتساءل: «يا أخي ما نعرف نصبّ بترول بروحنا، كيف بيخلون شيش البترول بدون عمال» فرد عليه مواطن آخر: «قبل قلتوا ما نحب نربط حزام الأمان، وربطتوا، قلتوا ما بنشتغل في وظائف دنيا، واشتغلتوا، قلتوا ما نريد حريمنا يشتغلن، واشتغلن، قلتوا ما نريد تشفير حق قنواتنا الرياضية، وشفّروا، قلتوا في البادي ما بندفع مواقف، ودفعتوا، قلتوا رادارات وايد، وبعدين سكتوا.. يا أخي إذا ما تعرف، تعلم.. وإلا هي هيازة»!