منذ يومين سألني باحث في الإعلام عن أفضل ما أكتب فيه، وهل أكتب وفق قناعاتي أو ما يطلبه القراء، وكان ردي أنني أكتب للتغيير، مسترشداً بهموم الساحة التي لا شك أنها تشغلنا سوياً.. أنا والقارئ معاً. وفق هذه النظرية أو القناعة فنحن معاً نستمع على استحياء لتلك النغمة المكشوفة التي باتت واضحة في وسطنا الرياضي، وتتسبب في استقطاب حاد، وأعني بها التحزبات القائمة على دفاع مسؤول عن آخر ظالماً كان أم مظلوماً، سواء كان على صواب أم خطأ فيما يشبه اتفاقاً غير معلن بتبادل المصالح والمنفعة والمؤازرة في المواقف، ولكن أياً كانت مفردات المعادلة واتجاهات المنطق فأحدهما مع الآخر في كل الأحوال أياً كانت الأفعال أو الأقوال. من الممكن قبول ذلك مع العمل على تصويبه في ساحة الجماهير، ولكن أن تنتقل تلك الظاهرة إلى المسؤول، فالمؤكد أن ذلك غير مقبول. غالباً، بل دائماً حينما تتناول قضايا كتلك، سيفترض الجميع أنك تقصد أحداً بعينه ولا شك أن الظواهر يقف وراءها الأشخاص والنغمات.. لكننا لا يجب أبداً أن نتوقف عند حدود الهمز واللمز والتصريح أو التلميح، فما تعنينا هي الظاهرة قبل أن تتحول إلى واقع يعم الساحة، لأن هذا الاستقطاب ليس في صالح رياضتنا، والمزيد منه قد يصيب الساحة بأمراض عدة، خاصة مع قبول الظاهرة للاتساع ودخول آخرين في تلك الدائرة السوداء. علمنا الحديث الشريف «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» وعرفنا أن نصرته ظالماً تكون بمنعه وكفه عن ظلمه.. لكن ما يحدث في مشهدنا الرياضي من حالات اليوم يقوم على النصر في كل الأحوال، والهجوم على من يختلفون معه في الرأي وشيئاً فشيئاً يصبح عدو الصديق عدواً لي، وهو أمر له تبعاته لاسيما في حالة المسؤولين، لأن الموقف قد يتحول غداً لقرار.. لذا وجب الإنذار. تؤرقني مثل هذه الكتابات.. ليس فقط بسبب دوافعها المؤلمة، ولكن لأنك غالباً حين تتصدى لإشكاليات نفسية كتلك تصبح في مرمى السهام، وكل من تعرفهم في دائرة الاتهام، ويبدأ الجدل بتساؤل عمن أقصد، يتسع إلى شك من كثير ممن حولي إن كنت أعني أحدهم وعلى الرغم من تأكيد الجميع على أن الظاهرة موجودة، وباتت لافتة في الوسط الرياضي، إلا أن الحقيقة رغم مثاليتها ليست مرغوبة ولا رائجة وعلى من يفضلها أن يدفع الثمن. كلمة أخيرة من دافع عنك اليوم بلا أساس لأنك صديق.. باعك غداً عند اختلاف الطريق.