في وطن يؤمن برسالة الإعلام، ودور الصحافة وقيمة المعرفة لا توجد خطوط حمراء، فالدولة منذ تأسيسها، وهي تدرك أهمية الكلمة في مسيرة البناء والتنمية والرخاء والرفاهية، ودائماً ما نتفاخر في كل مناسبة بقوة إعلامنا وتأثيره ومهنيته واستقلاليته ونجاحاته ومبادراته، فأهم وأكبر جائزة للصحافة العربية تقدمها دبي، وأهم جائزة عالمية للصحافة الرياضية ولدت من أبوظبي واسمهما «اللؤلؤة». فالعالم لم يتقدم ويصل إلى ما وصل إليه اليوم إلا بالرأي.. والرأي الآخر، فالثراء في تنوع وجهات النظر هو الذي يبني الأمم ويقفز بالدول إلى المستقبل، وكان هذا هو الدرس الأول الذي تعلمناه في مدرسة الوطن، وأول محاضرة في مهنة الكلمة والبحث عن المتاعب. فرسالة الإعلام ليست فقط الإشادة لتشجيع المتفوقين وأصحاب الإنجازات، ولكن أيضاً توجيه النقد الإيجابي، من خلال تسليط الضوء على الجوانب السلبية، ليس بهدف تصيد الأخطاء، ولا بمنطق «النصف الفارغ من الكوب»، ولكن بمنطق تصحيح الصورة لأننا جميعاً في قارب واحد، نبحر معاً للوصول بالوطن إلى شواطئ النجاح في كل المجالات. وعندما طرحت «الاتحاد» السؤال حول المادة 6، كان الهدف تصحيح الصورة، وتعديل الخطأ، من أجل هدف واحد فقط، وهو سلامة ونزاهة العملية الانتخابية، ونحن لم نختلس وثائق سرية محظور نشرها، ولكننا نشرنا نص لائحة لجنة الانتخابات من الموقع الرسمي لاتحاد الكرة الذي يشاهده الملايين حول العالم. ولكن يبدو أننا تجاوزنا كل الخطوط، واقتحمنا «خصوصية اتحاد الكرة» بنشر المادة 6، التي لا تسمح للعضو بالمشاركة دورتين متتاليتين في لجنة الانتخابات، وتعامل المستشار منصور لوتاه مع الموضوع بالكثير من الغضب، وحمل المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس رسائل تحذير صريحة للصحافة، في وقت تتحرك فيه كل وسائل الإعلام بحرية في مختلف القضايا. من حق «المستشار» في لحظة غضب من المادة 6 أن يصدر ما يشاء من تفسيرات، ومن حقه أن ينفعل عندما يرى نص المادة 6 في الصحف ووسائل الإعلام، ولكن ليس من حقه يرسم الطريق الذي تسير عليه صحافة الإمارات، ويحدد من هي الصحف التي تؤجج الرأي العام، ومن هي الصحف التي لا تؤجج الرأي العام، وماهي الجهة الإعلامية التي تعكر سير العملية الانتخابية وستمنع من التغطية، وماهي الجهة التي سيمنحها صك المهنية، ويسمح لها بالتغطية. وعلينا من الآن نحن، وكل وسائل الإعلام التزام الصمت التام، حتى يسمح لنا بتغطية انتخابات اتحاد الكرة المقبلة في هدوء. كلمة أخيرة عبارات التهديد لن تحجب «شمس الحقيقة» عن الشارع الكروي.