انفض العرس الانتخابي الكروي الدولي في زيوريخ بفوز إنفانتينو بفارق 27 صوتاً عن منافسه الشجاع الشهم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وتبدد الحلم والأمل في اعتلاء سدة الرئاسة الدولية في القريب المنظور وحتى في القرن الحالي، بعدما تغلبت المصالح الشخصية على مصلحة الأمة والقارة. وعودة إلى الانتخابات هناك في زيوريخ، حيث المئات من الإعلاميين الذين استعدوا لنقل الحدث ومن خلفهم الملايين من المتلقين حول العالم لم يكن الفيفا، هذه المنظمة التي تطلب المستحيل من الدول المنظمة لاستضافة أنشطتها ولا تترك شاردة وواردة إلا وتطالب بها وتضعه ضمن الأولويات القصوى، خاصة المتطلبات الإعلامية ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة ويقف عندها، خاصة المقاعد المخصصة للإعلاميين في المدرجات والمراكز والمؤتمرات الصحفية، حتى وإن كانت بعض المباريات لا ترتقي إلى ذلك وهذا ما لمسناه خلال استضافتنا لكاس العالم للناشئين في 2013 وقبلها كاس العالم للشباب عام 2003. ولكن ما حدث خلال اجتماعات الجمعية العمومية لهذا الكيان الكروي في الانتخابات الأخيرة افتقدت إلى أبسط القواعد المتعارف عليها، حين مكث المئات من الإعلاميين في العراء وفي الجو القارس بحجة أن القاعة المخصصة لا تسع لأكثر من 300 إعلامي، الأمر الذي أدى إلى تقنين العدد، وبالتالي حرمان العدد الأكبر من الدخول إلى القاعة.. ولم تبادر أمانة الاتحاد الدولي بتوفير ما يقي هذه المئات من برودة الطقس في انتظار ما يشبع رغباتهم قي الحصول على المعلومة من مصادرها. كان الموقف صعباً جداً على الإعلاميين المنتظرين خارج القاعة، حيث لا مقاعد للجلوس، باستثناء المطعم القريب من القاعة الذي اكتظ بالإعلاميين طلباً للدفء وأملاً في تتبع أخبار الاجتماعات ونتائج الانتخابات من خلال هواتفهم. تمنينا أن يتفهم موظفو الأمانة العامة للاتحاد احتياجات الإعلاميين، كما يطالبوننا بها في أصغر بطولاتهم، ولكن يبدو أن القلق كان مسيطراً على مستقبلهم بعد الانتخابات أو اكتشاف فسادهم الذي توارى مع الكبار وقد يكتشفه القادم إلى مملكة الفيفا في القادم من الأيام، ويجب ألا يمر هذا الأمر دون تداركه في المناسبات القادمة كي لا تكون مطالبهم غير ملزمة.