الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعادة إعمار فكري

28 فبراير 2016 23:19
خواء فكري وتصحر معرفي وضحالة ثقافية لدى بعض شباب الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، لا سيما الصغار منهم، مع دخولهم في زحمة المعارضات والأحزاب والهجرة والغرق والقتل والتفجير وانتهاك الحرمات وتصارع التيارات وانشغال موارد المعرفة بتوفير أسباب الحياة، فمن ذا الذي سيلجأ إلى كتاب أو سيتابع برنامجاً أو سيحضر ندوة علمية وهو يهرب بأطفاله من الموت، أويسمع دوي النار في بيت على بعد أمتار من سريره؟ وأي قلم ذلك الذي سينتج حقاً وقد أمسكت به يد ترجف برداً وخوفاً؟ وليس أخطر على المجتمعات من خواء شبابها الفكري، وتحول عقولهم لصفحات ناصعة البياض لا تعرف من الحياة سوى الولادة والموت وما بينهما حشو لا ضرورة لوجوده، فلا هدف خلق من أجله ولا غاية يبتغي تحقيقها، فتصبح تلك العقول الخاوية بيئة مواتية لمن يريد استثمارها واستغلال طفولة تفكيرها، بزراعة بذور الشر وتعهدها بالرعاية حتى تكبر وتجيد أعمال الشياطين وغوايتهم، بما يخدم مصالحهم وإن كان ذلك في قتل أب أو تفجير وطن. وكم كانت في مكانها كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حين رهن مستقبل المنطقة بإعادة إعمار فكري يمثل البنى التحتية لمجتمع صلب لا تحرك أفراده الرياح العابرة ولا يغير موقفهم الطارئ من الظروف، مجتمع يعرف الحق من مصادر الحق ويستقي المعرفة من أصل مواردها، مجتمع يتمتع بمناعة عالية ضد أمراض انحراف الأفكار و تضليل العقول. إعادة الإعمار الفكري للإنسان بشكل عام وللشباب على وجه خاص لن تقتصر على الدور المناعي ضد الاتجاهات الفكرية الملوثة، بل ستؤتي أكلها في مجالات الحياة شتى، فإذا انطلق المجتمع من ثوابت فكرية أصيلة وبناء معرفي راسخ أُقيمت أركانه على أرض الحق والحقيقة واستيعاب واضح - فلن يشوهه ضباب الظلم والظلمات-، وسيبلغ سماوات العطاء ممسكاً بنجوم الإنجاز. الدولة بفضل من الله سبحانه الذي حباها أرضاً كريمة وحكاماً حكماء، أصبحت مدرسة ذات منهج مميز يستطيع تعلمه وتطبيقه كل من يحب الحياة وإحياءها، ويسعى لبناء العقول بغية تعمير الأوطان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©