أن تصل متأخراً أفضل كثيراً من ألا تصل أبداً، وقس على ذلك كل شيء، ومنها أن تضع لائحة في زمن عبر فيه العالم كل ذلك وتجاوزه منذ عقود، أفضل من ألا تصنعها، فقد باتت رياضتنا في حاجة ماسة إلى خريطة استرشادية للطريق الجديد الذي يسير فيه كل العالم. وقد أحسنت الأمانة العامة لهيئة الشباب والرياضة صنعاً، بوضعها اللائحة الاسترشادية الخاصة بالنظام الأساسي للاتحادات وما يتعلق بانتخاباتها، فهذا الباب بالذات كان بحاجة ماسة إلى من يفتحه أو يبدله إن استطاع، فبعد كل هذه السنوات، بتنا على يقين بضرورة تغيير «العتبات»، والنظر إلى ما فات، ولا شك في أن ما مضى من مسيرتنا الرياضية كان في معظمه مجرد اجتهاد، وآن الأوان لصناعة منظومة رياضية متماسكة، لأننا نستحق ذلك وأكثر. لست في معرض الحديث عن اللائحة الاسترشادية وآلياتها ولا دعوة كل الاتحادات والأندية في مؤتمر عام لمناقشة الملاحظات ولا الحوار المجتمعي، ولكن ما يعنيني أن نفعلها.. أن نصحح الكثير من الأوضاع التي كنا نراها ولا نقرها لكنها كانت تمضي لأنها في اللوائح أو في «الألواح» التي تركها من سبقونا. وحسناً فعلت الهيئة في رؤيتها للانتخابات وإتاحتها الجمع بين القوائم والنظام الفردي، وإن كنت عن نفسي أميل للنظام الأول كاملاً، فعلى أي فريق يتقدم لقيادة لعبة أن يكون متكامل الخبرات والرؤى والأهداف والطموح، لا أن نجمعهم «أشتاتاً» من كل صوب وحدب، فيمضون دورتهم الانتخابية في صراع ينعكس سلباً على اللعبة، التي تكتفي بالفرجة على أحوال من يديرونها. في مرات كثيرة، كنا ننتقد ونلوم الاتحادات على طريقة عملها التي كانت نتاجاً طبيعياً لما أفرزته انتخابات عشوائية جرت دونما نسق أو رؤية، وكانت الانتخابات تظلم بعض الكفاءات، التي تجد نفسها في أرض غير صالحة، وأعتقد أن من الأفضل أن تكون القوائم بمثابة فريق عمل يستوفي التخصصات المطلوبة، مالية كانت أو فنية أو إدارية أو تسويقية.. ساعتها أنا واثق أن الأمر سيختلف، وأن رياضة الإمارات بأسرها ستجني ثمار هذه النقلة. أعتقد أن على الجمعيات العمومية أن تستثمر الفرصة، وأن تسمو هي أيضاً لمستوى هذه الأفكار، فأحياناً لا يمضي الأمر إلى منتهاه بسبب ما تضيفه الجمعيات العمومية وما تتخلص منه، فما زال هناك البعض «يفصلون» اللوائح على «مقاسهم» الخاص، وتؤرقهم بالطبع مثل هذه الخطوات التي تستشرف آفاق المستقبل، وتتجاوز بعض سلبيات الماضي العقيمة، ولو مضت مثل هذه التطلعات لمنتهاها، لخرج كثيرون من الساحة دونما رجعة. كلمة أخيرة: إذا كانت قيادة الاتحادات بمثابة طريق تمضي فيه، فمن الواجب اختيار الرفيق قبل الطريق