نوافذ وأبواب واسعة سوف تحدث تغيراً كبيراً في الجزيرة العربية، وسوف تحمل الناس إلى آفاق أرحب وأكبر وأيضاً سوف يؤدي ذلك إلى نهضة ثقافية وفنية أكثر تأثيراً على الناس والمجتمع. هذا الانفراج الجميل الذي بدأ على يد الشباب الجدد في الجزيرة العربية، عبر رؤيا وخطة واسعة تمتد فكرتها الأولى إلى عام 2030، ثم النظر إلى النتائج التي حصلت على أرض الواقع وإيجاد مشاريع رائدة أخرى. بالتأكيد، هذا الفتح المبين والرائع في أزمنة لا يمكن أن تستمر في الركود والجمود والاستسلام لثقافة الذين يرون في السينما وقيادة المرأة كارثة وكأنها رجس من عمل الشيطان، والمؤكد أن جماعات الظلام والممنوع المطلق سوف يحملون عباءاتهم ويندثرون في الكهوف المظلمة، والإشراقة الرائعة والجميلة التي بالتأكيد سوف تكون هي البشارة بالفجر الجديد.
وجود قاعات ومسارح على امتداد الجزيرة العربية هي مدرسة ثقافية وفنية لأكبر عدد من سكان الجزيرة، وفرصة عظيمة للحصول على مردود فني وثقافي نوعي، وربما أصبحت الجزيرة العربية أكبر منافس في باب الإنتاج السينمائي والمسرحي والموسيقي والفني، وذلك لأمور كثيرة منها تعطش الناس لانتشار صالات العرض السينمائي في مدن لم توجد بها السينما والحدث الجديد بالتأكيد سيكون له أثر أكبر واندفاع أكبر، خاصة في مساحة سكانية كبيرة قياساً على مدن خليجية توافرت فيها قاعات السينما ومعظم روادها من قلب الجزيرة العربية التي لم تتوافر فيها قاعات السينما، وكذلك المسرح الذي سيجد له دور للعرض وصالات لتقديم الفنون المسرحية والتي يمكن استغلال كل هذه المنشآت للأعمال الفنية الأخرى من فنون تشكيلية إلى ظهور فرق موسيقية يمكن أن تمارس نشاطها وعملها عبر هذه الأماكن والقاعات والصالات الفنية، هذا الحدث يغير أموراً كثيرة ويحمل الجزيرة العربية إلى آفاق أجمل وأرحب.
أما الحدث الأجمل والأروع والأرحب والذي سوف يغير الكثير في الناس والحياة الاجتماعية والاقتصادية فهو فرصة تطور وسائل النقل ومشاركة كافة الناس بها وخاصة اقتحام المرأة مجال قيادة السيارة، وعالم السوق والعمل وانفكاكها من قيد محرج للجزيرة العربية استغله الكثيرون في النقد والتقريع وألبسوه ملبس القمع للمرأة وتقييد حريتها وعدم الثقة بها والنظر إليها وكأنها ناقصة عقل وفاقدة القدرة على أن تكون كالرجل قادر على أن يدافع عن نفسه ويصونها، بل إنها تماثل الطفل الذي لا يعرف حماية نفسه ولا يفهم شيئاً في أمور الحياة، لذلك حرمت أزمنة طويلة من قيادة السيارة انطلاقاً من تلك الأفكار التي استغلها رجال الظلام ودعاة الحجر على المرأة في قلب الجزيرة العربية، والآن تأتي إشراقة الشمس وبزوغ نجم جديد وفجر جديد، يقتل الظلام وينشر التقدم والفرح والجمال.

Ibrahim.Mubarak@alittihad.ae