ونبقى مع منتدى المرأة العالمي الذي عقد في دبي كأول مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف المنتدى الذي اختتم أعماله أمس، ولم يكن منصة عالمية لتبادل الخبرات والتجارب، ودعم وتحفيز القيادات النسائية والمرأة بصورة عامة، وإنما فرصة ومناسبة لتأكيد كفاءة وجدارة ابنة الإمارات في تنظيم مثل هذه الفعاليات العالمية الكبيرة. كما كان المنتدى مناسبة للاقتراب من تجارب شخصيات نسائية «حديدية» مثل السيدة كريستين لاجارد المدير العام لصندوق النقد الدولي، المرأة التي تثير رعب العديد من حكومات العالم، باعتبارها- كما قالت- تُشهر البطاقة الحمراء في وجه تلك الحكومات ذات السياسيات المالية والاقتصادية المتعثرة، بل والكثير منها لا يملك أية سياسات أو برامج، مما يضع بلداناً بأكملها على شفير الإفلاس والهاوية. وفي تلك البلدان الفاشلة يسمون هذا الصندوق، الذي جدد للاجارد ولايتها خمس سنوات أُخر الأسبوع الماضي، «صندوق النكد الدولي»، جراء ما تتسبب فيه وصفاته المؤلمة من اضطرابات سياسية واجتماعية لأنها تعتمد ترشيد الإنفاق ورفع الدعم ليستقيم حال اقتصادات تلك البلدان. في الجلسة الحوارية مع كريستين الحديدية، والتي استضافها مواطنها الفرنسي أوليفييه فلورو نائب الرئيس الأول لمجموعة «بوبليسيس»، تعرف الحضور على جانب لم يكن معروفاً لدى غالبية الحضور والمشاركين عن المرأة التي لم تكن تختلف عن أي امرأة تُعنى بأناقتها رغم سنين التعب وهموم ومشاغل الحياة التي تضع بصماتها على الوجه ذي الملامح الحادة. كانت أكثر المواقف إلهاما وتأثيرا في حياتها والدتها التي قالت إنها وجدت نفسها أرملة وهي في عامها الثامن والثلاثين تحمل مسؤولية أربعة من الأبناء. وكذلك مشهد تلك اللاجئة السورية التي التقتها في مخيم الزعتري بالأردن وطلبت منها بإلحاح أن تساعد في إعادة إعمار وطنها سوريا لكي تكتحل عيناها من جديد برؤية تراب بلادها بعد أن فقدت الزوج والبيت وكل ما تملك. لاجارد كانت محل ترحيب واحتفاء في الإمارات، وقد انبهرت ضيفة المنتدى بما رأت من نتائج تفوق الوصف في وطن قالت عنه إنه موطن تتحقق فيه الأحلام بالإرادة والطموح والعمل، مشيرة إلى محطات مهمة من التجربة الإماراتية الملهمة في تمكين المرأة. من جديد كل الشكر والتقدير للجنود والجنديات المجهولين الذين عملوا على إنجاح المنتدى بهذه الصورة الرائعة من الإعداد والتنظيم.