48 ساعة ويسدل الستار عن المعركة الانتخابية للاتحاد الدولي لكرة القدم، ويترجل 4 من فرسان السباق، ليظل أحدهم ممتطياً صهوة الجواد الرئاسي لأربع سنوات، يجوب القارات ناشراً بذور الإصلاح، ومحارباً الفساد الذي تفشى لعقود ولطخ سمعة ومكانة هذا الكيان الكروي العالمي الذي يفترض أن يكون نزيهاً ومنصفاً، ناشراً بذور الحب بين ممارسي كرة القدم وعشاقها، بعد أن أصبحت اللعبة الشعبية «قبلة» لمن يجدون فيها المتعة والإثارة، وتجد فيها الشركات العالمية الكبيرة ساحة للترويج والتسويق لمنتجاتها بعقود خيالية استغلها ضعاف النفوس لمصالحهم وشهوتهم في الثراء عبر الفساد. وفرسان السباق الخمسة هم: الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، والأمير علي بن الحسين وجياني إنفانتينو أمين عام الاتحاد الأوروبي، والفرنسي جيروم شامبين، وجنوب الأفريفي طوكيو سكسويل، وكل التكهنات تشير إلى احتمال انسحاب المرشحين الفرنسي وجنوب الأفريقي، قبل بدء الاقتراع لينحصر بين الثلاثة الآخرين، وقد يتوالى انسحاب الثالث عقب الجولة الأولى، لأنه من الصعب أن يحظى أحدهم بـ105 أصوات من أصل 209، الأمر الذي يدعو أحد المرشحين الثلاثة إلى الانسحاب، قبل بدء إعادة التصويت إذا وجد نفسه خارج السباق، وبعيداً عن نيل الثقة. أما العرب فالذي يتنافس على سدة الرئاسة مرشحان عربيان، نأمل أن يتوصل الاجتماع القاري الذي يسبق الانتخابات إلى تنازل أحدهما لمصلحة الآخر لتعزيز صفوفنا نحو الفوز برئاسة «الفيفا» التي أصبحت حلم كل عربي وآسيوي في المرحلة القادمة، بعد ما أصاب هذا الكيان في المعقل فساد وانحياز وظلم، رغم ما نقدمه من دعم مادي لتطوير منظومتنا الكروية من منشآتنا وتعاقداتنا بأكفأ اللاعبين والمدربين في العالم. لسنا من يحدد بتنازل أحدهما للآخر لأنهما وحدهما المعنيان باتخاذ هذا الموقف، من خلال رؤيتهما وقراءتهما له وحظوظهما من السباق، ونيل شرف الرئاسة من أحدهما خير من خروجهما معاً لأن بعض المؤشرات ترجح كفة جياني إنفانتينو المدعوم من أوروبا، وعدد لا بأس به من القارات الأخرى، في الوقت الذي يشهد انقساماً من البعض في آسيا التي أعلنت دعمها لطرف وأفريقيا التي يشوب موقفها بعض الغموض، رغم موقفها المعلن وتجاربنا معها في انتخابات سابقة وأخرى مماثلة. ولنبدأ بتوحيد صفوفنا ومواقفنا لنبارك لأحدنا عقب انتهاء السباق قبل أن نعض أصابع الندم.