الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«آبي».. هل يجازف بانتخابات مبكرة؟

20 فبراير 2016 22:26
مع تقلص الاقتصاد الياباني وما يعانيه من اضطراب وارتفاع في قيمة «الين» وتأثيرات ذلك السلبية على الصادرات، أصبحت حسابات رئيس الوزراء «شينزو آبي» بشأن الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة تواجه تحديات أخرى إضافية أكثر حساسية وتعقيداً، مما كان متوقعاً في البداية. وتحقيق فوز آخر في مجلس النواب إلى جانب النصر المتوقع في انتخابات مجلس الشيوخ المزمع إجراؤها في الصيف المقبل سيسمح للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم بالبقاء في السلطة حتى عام 2020، وهو ما يجعل «آبي» رئيس الوزراء الأطول فترة منذ سبعينيات القرن الماضي. ومع وجود أخطاء وزارية ومشاكل اقتصادية تقلص من تأييده، يخاطر «آبي» باحتمال حصول الحزب الديمقراطي المعارض في اليابان على مكاسب مؤثرة في أي انتخابات مزدوجة. وفي هذا السياق قال «هارومي أريما»، وهو محلل سياسي مستقل إن «هناك غيوماً من الشك تخيم على خطة إجراء انتخابات مبكرة»، وأضاف: «إذا كان معدل التأييد يتراجع ولم يعد ثمة هدف من إجراء الانتخابات، فإن هناك إمكانية لإلغائها». لقد خاض «آبي» ثلاثة انتخابات متتالية وفاز فيها على وعد بإنعاش الاقتصاد من خلال خطة «أبينوميكس» للسياسة النقدية المتساهلة، والإنفاق المرن والإصلاح الهيكلي. والآن، وفي ظل كون سياسته الملزمة أصبحت في حالة من الفوضى، ربما يواجه مشاكل مجازفة لإعادة استخدام خطاب انتخابات 2014 الذي قال فيه إن «الانتعاش الاقتصادي هو سبيلنا الوحيد». وبدلًا من ذلك، ربما يصور نفسه على أنه محنك وله خبرة في الأوقات الصعبة. و«مع تزايد الشك في الاقتصاد العالمي، أعتقد أنهم يريدونني أن أدير الاقتصاد بشكل مسؤول وتنفيذ سياسة تستند على قاعدة سياسية مستقرة»، كما ذكر «آبي» للبرلمان في وقت سابق من هذا الشهر، عند سؤاله عن مستويات دعمه القوية نسبياً. وقد ألقى رئيس الوزراء مراراً وتكراراً باللوم على العوامل الاقتصادية العالمية كونها السبب في الانكماش الاقتصادي الذي شهدته اليابان مؤخراً. ونفى يوم الثلاثاء الماضي أن تكون سياسة «أبينوميكس» قد انهارت. وربما لا يصدق الشعب الياباني هذه الحجة بعد أن رأى مؤشر «توبكس» للأسهم يتراجع بنسبة 17% هذا العام. وتراجع أيضاً قبول سياسات «آبي» الاقتصادية بنسبة 39% في الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «يوميوري» يوم الثلاثاء، لتبلغ أدنى معدلاتها منذ أن بدأت الصحيفة في طرح السؤال في يونيو 2013. كما انخفض التأييد لحكومة «آبي» بنسبة 4% ليصل 52% في استطلاع صحيفة «يوميوري» أيضاً، وبنسبة 2% ليصل إلى 40% في المسح الذي أجرته صحيفة «أساهي». أما الحزب الديمقراطي الياباني، الذي كان منقسماً بشأن كيفية الرد على «آبي» ولا يستطيع حتى الآن أن يُشكل تحدياً خطيراً، فقد بدأ في جني مكسب في شعبيته في استطلاعات الرأي. وقال 16% من المشاركين في استطلاع «أساهي» إنهم سيصوتون للحزب الديمقراطي الياباني في انتخابات مجلس الشيوخ، مقابل 14% سابقاً. ولا يزال هذا أقل من نصف مستوى التأييد للحزب الليبرالي الديمقراطي الذي يتزعمه «آبي» حيث نال 37%. وكانت آخر مرة يدعو فيها «آبي» لإجراء انتخابات مبكرة في ديسمبر 2014، قائلاً إنه يريد استشارة الشعب في خطته لتأجيل الزيادة المقررة في ضريبة المبيعات لتجنب إضعاف الاقتصاد. ومع تباطؤ إنفاق المستهلك، الذي يعد أكبر مساهم في الانكماش الاقتصادي في الربع الأخير من العام، والشكوك التي تحيط بإحداث نمو مرة أخرى، يقول الخبراء إنه ربما يستطيع تفسير التأجيل الثاني لزيادة الضريبة المقرر تنفيذه في 2017. ومن جانبه، ذكر «توشيرو نيكاي»، رئيس المجلس العام للحزب الليبرالي الديمقراطي، للصحفيين الشهر الماضي إن إجراء «انتخابات مزدوجة» أمر وارد. وفي 7 فبراير، ذكر «هاكوبونشيمومورا»، مساعد «آبي»، لتلفزيون «فوجي» أنه يرى فرصة بنسبة 90% في أن يدعو رئيس الوزراء لإجراء انتخابات مجلس النواب هذا العام. وقال «كوزو ياماموتو»، النائب في الحزب الليبرالي الديمقراطي، يوم الأربعاء إن هناك «احتمالات كبيرة» لإجراء انتخابات مجلس النواب هذا العام. وأضاف «في 2017، هناك زيادة ضريبة المبيعات في أبريل وإجراء الانتخابات المحلية في طوكيو في فصل الصيف. ومع أخذ هذا في الاعتبار، ربما يكون من الأفضل القيام بذلك هذا العام». ومنذ ذلك الحين، تلقى «آبي» كثيراً من الأخبار السيئة، بدءاً من تراجع أسعار الأسهم إلى استقالة نائب شاب بسبب فضيحة جنسية وخلاف حول تعليقات وزير البيئة «تامايو ماروكاوا» التي تشكك في الهدف الرسمي للحد من الإشعاع في فوكوشيما بعد الكارثة النووية، وفضيحة مالية أدت إلى استقالة «أكيرا أماري» من منصب وزير الاقتصاد. *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©