السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان 2016.. محاذير الانتكاسة

19 فبراير 2016 21:39
لعل متابعة الأخبار الواردة من أفغانستان تجعل من الصعب على الإنسان أن يجد أية رسالة أمل أو تقدم. ويبدو الوضع هناك قاتماً، مع انتشار تقارير تفيد بأن حركة «طالبان» تسيطر في الوقت الراهن على أراضٍ أكثر من أية مرحلة منذ خسارتها السلطة في عام 2001. وشهدت القوات الأفغانية خسائر قياسية، وتوصل تقرير حديث صادر عن «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) إلى أن غالبية وحدات المشاة الأفغانية غير ذات فعالية قتالية، مع وجود وحدة واحدة من 101 وحدة جاهزة للقتال، بينما تعاني 38 وحدة من مشكلات خطيرة، بيد أن هناك بصيص أمل في هذه الدولة التي تمزقها الحرب، وهو أن موسم قتال عام 2015 قدم للقوات الأفغانية دروساً كثيرة مطلوبة في ميدان المعارك، وهي دروس لا يستحيل على القوات الأفغانية تطبيقها. ومعظم الخسائر القياسية في صفوف القوات الأفغانية ترجع إلى انسحاب قوات حلف «الناتو» والأميركيين من الدور القتالي العام الماضي، والدخول في مهمة «التدريب وتقديم الاستشارات والمساعدة»، والمعروفة باسم «الدعم الحازم». وخلال موسم القتال المحوري في عام 2015، تولت القوات الأفغانية دور القيادة في توفير الأمن لدولتها. ورغم أن هذه القوات كافحت من أجل محاربة حركة «طالبان» التي تجدد نشاطها، فإنها لا تزال تسيطر على المراكز العمرانية الرئيسية، بما في ذلك استعادة السيطرة على قندوز في أكتوبر الماضي. وعادة ما يطغى تمكن قوات الأمن الأفغانية من استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي خسرتها لمصلحة طالبان، سواء مباشرة أو في غضون أيام قليلة، على عناوين الأخبار التي تبرز التقدم الذي يحرزه متمردو «طالبان». وعلى رغم أن شركاء التحالف يقدمون المساعدة، فإن هذه المساعدة ضئيلة، فالضربات الجوية التي شنتها طائرات «الناتو» لمساعدة القوات الأفغانية في استعادة إقليم «سانجين» أو «مدينة قندوز» لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما تجاوز عدد ضربات قوات التحالف لاستعادة الرمادي في العراق الـ 600 ضربة جوية. وعلى رغم الجلبة الدائرة، تبلي القوات الأفغانية بلاء حسناً، ومع قدوم موسم قتال 2016، ستصبح مجهزة بمزيد من القدرات الجوية القوية، تشمل حوامات «هيليكوبتر» قتالية جديدة من طراز «مي – 25» من الهند، ومنصة دعم جوي منخفض باستخدام طائرة «سوبر تيركانو إيه – 29». وكافحت أفغانستان من أجل تطوير قوة جوية فعالة قادرة على توفير دعم جوي وثيق للوحدات المقاتلة على الأرض، وإجراء عمليات إجلاء المصابين. ومن المرتقب أن يملأ وصول الطائرة «سوبر تيركانو إيه – 29» الفجوة في احتياجات الدعم الجوي المنخفض للقوات الأفغانية، مع فائدة إضافية هي أنه من الممكن تجهيزها بقدرات توجيه ضربات جوية دقيقة باستخدام الـ «جي بي إس». بيد أن المعدات العسكرية ليست الحل الوحيد لمآسي الجيش الأفغاني، فكثير من إخفاقات موسم القتال في عام 2015 ترجع إلى سوء إدارة حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الدفاع الأفغانية التي تكافح من أجل ملء الفراغ الذي أحدثه سحب آلاف القوات الأجنبية. وفي أوج الصراع الأفغاني، أدارت قوات الولايات المتحدة و«الناتو» زهاء 825 نقطة تفتيش عسكرية، وفي الوقت الراهن لا يوجد سوى نحو 20 نقطة فقط. ورد فعل أفغانستان على ذلك كان تجهيز عدد من نقاط التفتيش والقواعد الأمامية بصورة جعلتها غير قادرة على شن عمليات هجومية أو المناورة في الحرب. وزهاء 30 في المئة من الجيش الأفغاني ونصف الشرطة الوطنية الأفغانية كانت موزعة بين مختلف نقاط التفتيش والقواعد، وهو ما يقيد قدرتها على القيام بعمليات عسكرية في وحدات متماسكة. ويجعلهم ذلك عاجزين أمام الهجمات المنسقة التي تقوم بها «طالبان»، ما يمكن العدو من إملاء الشروط في ميدان المعركة. وقد كان القتال في 2015 بمثابة اختبار للقوات الأفغانية، وقد نجحت فيه بتفوق، ورغم ذلك، من دون الاستفادة من الدروس التي تعلمتها، فمن الممكن أن يشهد عام 2016 مزيداً من المكاسب لصالح القوات المتمردة، ومن الممكن أن يحدث سقوط كامل لإقليم «هيلمند» الأفغاني. وعلى الأقوات الأفغانية أن ترتب الأولويات بالنسبة للأراضي، وتتخلى عن نقاط التفتيش، وتعيد تنظيم صفوفها، وتستفيد بنجاح من التكنولوجيا الجديدة، إذا أرادت الحفاظ على الوضع الراهن. * محارب قديم في قوات البحرية الأميركية، وشارك في حربي العراق وأفغانستان يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©