هي عادتنا وعادة كل المتعاملين في الشأن الكروي في دولنا العربية، يطلقون الاتهامات جزافاً يمنة ويسرة، لعلها تشفع لهم في تبريراتهم للملأ، إذا ضاعت أحلامهم، وتبخرت أمانيهم، ليزينوا فيها تقاريرهم، إذا ما خرجوا «صفر اليدين»، في ختام الموسم من جملة الوعود التي أطلقوها قبل الإعداد وبعده، ومع كل مباراة مهما كانت مفصلية أم نقاطها تدفعهم خطوة إلى الأمام. وما يحدث الآن في الساحة الرياضة بين فرق المقدمة والمتصارعة على البطولة والأخرى القابعة في مربع الهبوط، يطلقون تصريحاتهم في ضد الحكام تارة، وضد الاتحاد ولجانه تارة أخرى، وكأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم لإبعادهم عن مسار البطولة بتوجيه الحكام لمصلحة طرف على حساب الآخر. وهذا ينطبق في التنافس على سدة رئاسة الاتحاد، ليس من المترشحين، وإنما من الداعمين لطرف، وكأن كل تلك الإنجازات التي تحققت في السنوات الماضية، لم تحقق الحد الأدنى من الطموح، وأن المرشح يملك عصاً سحرية يختزل بها السنين، ليحقق ما عجز عنه سلفه في دورة كاملة مدتها أربع سنوات، تخللها إنجازات وبعض الإخفاقات، رغم أن الأمل مازال قائماً لتخطي الأمتار الأخيرة للوصول إلى كأس العالم مجدداً. نحن لا ننظر إلى الأشخاص بعينهم، وإنما إلى خططهم وبرامجهم وأعمالهم، من خلال مواقعهم الحالية، وتفاعلهم مع الأحداث الكروية وآرائهم، لأن المسؤولية الرياضية جماعية والمعنيين، في موقع اتخاذ القرار يجتهدون، ويعاونهم في ذلك لجان الاختصاص، بينما الذي خارج العمل يراقب بعين ثاقبة وبتجرد، بعيداً عن الضغوط، هدفهم إصلاح الأعوج فنياً بانتقاد المدربين والحكام، بالإشارة إلى أخطائهم، وإدارياً بتسليط الضوء على الأخطاء التي وقع فيها الاتحاد ولجانه وتقييم القرارات الصادرة من واقع مسؤولياتهم التكاملية، لأنهم أعضاء في جمعيته العمومية، وآرائهم يجب أن تصل من خلالها عبر الوسائل المختلفة، ويجب ألا تأخذ منحى آخر، بعيداً عن المصلحة العامة، إذا ما كان الانتقاد هادفاً وإيجابياً وموضوعياً. الانتخابات على الأبواب والترشيحات تتوالى، والتربيطات قائمة، والداعمون للبعض يعلنون مواقفهم منها، والمحصلة النهائية ستخرج للعلن في يوم الاقتراع، ولن تكون هناك انتخابات هادئة وأخرى عاصفة، وفي كل لعبة هناك متحمسون، وهناك متربصون، وهناك من يجد التأييد من البعض، بناء على الوعود والمصالح المشتركة، ولكن علينا تفضيل المصلحة العامة، إذا ما أردنا النهوض بكرتنا ورياضتنا قبل إطلاق تصريحات الأمتار الأخيرة.