هناك مثل دارج، يحذر دوماً من وقوع «الفأس» في «الرأس»، لكننا غالباً - العرب يعني- ورغم أننا أصحاب المثل، لا نتحرك إلا إذا وقعت الفأس في الرأس، ولا أدري السبب.. ربما لأننا نقول أمثالنا دائماً بعد أن تتحقق، وكل من يكرره بعده يفعل ذلك في مشهد النهاية، تاركاً العظة لغيره. ما يحدث حيال مسابقة الكأس هذه الأيام، والسيناريوهات التي يطرحها اتحاد الكرة، وما سبق ذلك من انسحاب ستة أندية من دوري «الهواة»، قريب من ذلك، فلو أننا عملنا من البداية على تجنب ما حدث، لما وقعنا في المعضلة وضربنا أخماساً في أسداس، وتُهنا مع تلك السيناريوهات، ولكل منها منطق ووجاهة، لكن المؤرق أن الواقع ليس وجيهاً مثل «النظريات». بالعودة إلى الانسحاب، وإلى ما يتطلع إليه الاتحاد اليوم، وربما كل أسرة الكرة، سندرك أن كثيراً من الخطط أقرب إلى السراب، وإلا بماذا نفسر أن نتيجة مقترح صندوق «دعم الهواة» الذي قدمه اتحاد الكرة، لمعاونة أندية الدرجة الأولى والنهوض بها، أسفر عن انسحاب ستة أندية، ولا أدري هل المقصود بالدعم هنا، كان المساندة أم «الدعمة»، التي أصابت تلك الأندية بالعطب، وخرجت بها من الخدمة، وبالتالي، فإن الحديث عن محاولات لإعادة هذه الأندية الآن إلى المسابقة من جديد، يستتبعه حديث وجيه ومنطقي عن أسباب انسحابها من الأصل، وموقف المتفرج منها، والذي لم يراوح منطقة التصريحات حتى الآن، وربما ما أخشاه وما يخشاه كثيرون، أن تتسع قائمة المنسحبين، إذا ما بقي الواقع كما هو، ولم نتدخل بتشريعات ولوائح، تضمن أولاً وبحسم مسألة المساواة بين أندية الأولى، لتخوض مسابقاتها بتكافؤ وتحصل على دعم يمكنها من أن تُكمل صورة منظومة الكرة التي يجلس على قمة هرمها مجلس إدارة، لولا هؤلاء ما جاء. ما يعنينا الآن، هو أن مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، يجب أن تستمر، ولا داعي لطرح سيناريوهات، والواقع سيفرض نفسه للنهاية، فنحن لدينا 23 فريقاً مجموع أنديتنا في دوري الخليج العربي و«الهواة»، وأياً كان شكل المسابقة، سيكون ذلك العدد هو صلب المسابقة، وكم أتمنى أن تحظى فرق الهواة بالذات بميزة «التأهل المباشر»، فذلك أقل ما نقدمه لمظاليم المسابقة الذين أوسعناهم «غرامات»، حتى تركوا لنا الساحات.. فمن المفترض أن لا ننساهم ونضعهم دائماً في «القلب والعين». كلمة أخيرة: الواقع يفرض نفسه في النهاية مهما تعددت النظريات.. كل ما نفعله أن هذا الواقع «يستخدمنا».