بما أن لا شيء يحدث صدفة.. فلا يمكن تصور أن يكون موعد مقالي اليوم بتاريخ 14 فبراير إلا دعوة صريحة للكتابة عن الحب والسعادة. وهي دعوة لا يمكن لعاقل أن يرفضها، فمبتغى الحياة وهدف العيشة بما فيها هو الحصول على السعادة والحب. كل ما نقوم به من المفترض أنه يصب في جعلنا سعداء محبوبين ومبهجين، وفي سبيل ذلك، الجميع يسلك طريقه، البعض يرى ذلك الطريق عبر باب المال وآخرون عبر الشهرة وبعضهم بالسلطة وغيرهم بالسفر.. وهكذا تتعدد الأبواب التي نطرقها للوصول إلى هدف واحد. الأسبوع الماضي استحدثت الحكومة في دولة الإمارات العربية المتحدة وزارة للسعادة، فتح هذا القرار شهية الجميع لإبداء رأيه بين ممنون ومعجب ومندهش ومستنكر ومستهجن أو ساخر وحتى حاقد، وعلى حسب أطياف النفوس الإنسانية كان للقرار وجهه العاكس لنفس متلقيه. كنت قد شاركت بتغريدة أقول فيها: «لو كنت وزيرة للسعادة في الإمارات، لما وجدت ما أفعله.. اللهم أدم علينا نعمك التي لا تحصى». استقبل البعض تغريدتي باستهجان، فقد بدوت وكأني أدعي أن الجميع سعيد في بلادي!. لا يمكن أن يكون الجميع سعيدا، فهذه حالة لن تتوافر على الأرض، بينما الحال في الإمارات أننا نحيا في بيئة توفر كل المعطيات والفرص والتشريعات والنظم ليجد كل من يرغب الباب الذي يعتقد أن سعادته تتحقق عبره. السعادة حالة لا يحدثها أحد في أحد، السعادة نتاج أمور كثيرة أساسها الاستعداد الشخصي لتلقي النعم، ثم امتلاك قرار الاستفادة من المعطيات المتاحة في المحيط، ومن ثم قدرته على التعاطي مع تلك المعطيات لجلب السعادة. أما دولة السعادة هي الدولة التي توفر المعطيات والتشريعات التي تسمح للجميع بفرص للاستفادة منها، بينما القرار الأخير يعود للمواطن نفسه إن أراد تلقى تلك الفرص وفتح باب السعادة، أم أن له خيارا آخر. حتى في الحب. أعتقد أنه حالة لا يحدثها أحد في أحد، والدليل أن بعضهم يسعد به وآخرون يشقون، بعضهم يجيد التحليق والسعادة ونثر البهجة، ودفع الفراشات للتحليق وللزهور أن تتورد وللسحاب أن يبوح بحكاياه الخاصة. وآخرون لا يعرفون ذلك.. لا يفعلون ذلك، ينطوون ويحزنون، تضيق بهم الدنيا فتضيق نفوسهم بما يشعرون به. هكذا ينقسمون.. هكذا يعشقون. هو خيار تصنعه بيدك!