يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، زيارة رسمية على رأس وفد رفيع المستوى إلى الهند، ناقلاً العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين نحو آفاق أرحب على مسار تعزيزها باتجاه الشراكة الاستراتيجية، وبما يسهم بكل ما فيه صالح الدولتين والشعبين. تجيء هذه الزيارة المهمة للغاية في ذات المسار الذي يميز العلاقات الدولية للإمارات، وتنطلق من رؤى القيادة الحكيمة، ونهج خالد راسخ رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعزز في ظل قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، متفاعلاً مع التطورات المتلاحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتبحر معه إمارات الخير والمحبة لنسج علاقات ثنائية متميزة وشراكات واسعة مع القوى الكبرى والدول المؤثرة، لخدمة المصالح المشتركة على أسس مبنية من الرؤى والقناعات المشتركة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. وتأتي زيارة اليوم امتداداً للزيارات الخارجية الناجحة لسموه للعديد من الدول المؤثرة، والتي تحمل إشارات المستقبل الواعد لمجالات تعاون أوسع لخدمة الإمارات ومصالح الإمارات في مختلف قارات العالم. كما شهدنا في الصين وكوريا الجنوبية واليابان في القارة الآسيوية التي يعتبرها خبراء الاستراتيجيات والاقتصاد قارة المستقبل، والنهوض المقبل، والنمور الاقتصادية المتوثبة للعب دور حيوي أكبر في الاقتصاد العالمي. وتبنى الزيارة اليوم على نجاح الزيارة التاريخية التي قام بها نايندرا مودي رئيس الوزراء الهندي إلى الدولة في أغسطس الماضي، والتي كانت الأولى من نوعها لرئيس وزراء هندي للإمارات منذ 35عاماً. الحديث عن الهند وحول الهند يتشعب، وفيه من الشجون والشؤون الكثير، لخصوصية العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، والتاريخ المشترك، حيث أثر ذلك التواصل الموغل في القدم على جوانب عديدة من تفاصيل الحياة عند أهل الإمارات ودول المنطقة الخليجية، بل وتربت أجيال بأسرها وتشبعت بالثقافة والفنون والعلوم الهندية. ولا زلنا نتذكر رجالات الرعيل الأول ممن درسوا في جامعات «بومباي» التي تحول اسمها إلى«مومباى»، وكذلك «بونا»، ورحلات الطبابة إليها، وعندما كان ثغر الهند الأشهر وجهة تجارنا و«الطواويش». زيارة محمد بن زايد لبنة جديدة في صرح العلاقات المتميزة بين الإمارات والهند، تعزز المصالح والمواقف المشتركة لمصلحة أمن واستقرار المنطقة إجمالًا في وجه التطرف والإرهاب.