أكاد أجزم بأن هذا العام سيكون في الإمارات مختلفاً عن كل الأعوام السابقة، لأننا قررنا أن يكون «عام الخير»، وهذا لا يعني أن الأعوام السابقة لم يكن فيها الخير، بل على العكس فكثرة الخير جعلتنا نخصص عاماً له وننظم عمل الخير بالإمارات، ونجعله عملاً مستداماً، والتنافس والتسابق على عمل الخير والحرص على إنجاح هذا العام سيجعلنا نعيش أياماً مختلفة ستكون مليئة بالمفاجآت الجميلة وبالمبادرات التي لم تخطر على أحد. وخلال هذه الأيام وحتى انعقاد خلوة الخير يوم الأربعاء المقبل يستقبل القائمون على عام الخير الأفكار المتميزة، والمطلوب من الجميع، مواطنين ومقيمين، كباراً وصغاراً أن يشاركوا من خلال هاشتاق #عام_الخير في وضع وتقديم الأفكار والمقترحات دون تردد، ومهما رآها البعض بسيطة ومتواضعة يجب ألا يتردد في تقديمها، فالأهم في عام الخير أن نشارك بأفكارنا، فإن تحققت وتم تنفيذها، فهذا ما نسعى إليه، وإن لم تنفذ فقد حصلنا على شرف المشاركة، وكنا إيجابيين في وطن السعادة. عندما نبحث في التجارب العالمية عن فاعلي الخير نجد أنهم شخصيات يجمعهم شيء واحد، وهو «الإيجابية»، فقد جعلهم العطاء والسخاء أشخاصاً متميزين وإيجابيين في نظرتهم للحياة، وإيجابيين في تفاعلهم مع كل شيء إيجابي من حولهم وأصبحوا قادرين على إحداث التغيير وإيجاد الفارق نحو الأفضل في كثير من الأمور. وأتذكر دائماً كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو يخاطب المتطوعين في برنامج «تكاتف» قائلاً: «الإمارات تستاهل .. ولها حق علينا جميعاً والطيب من يحاول رد شيء من حقوقها». وعندما نفكر في المشاركة في عام الخير يجب ألا نحصر تفكيرنا في جمع التبرعات وتوزيع المساعدات فقط، فهذا جزء مهم جداً، لكن الجزء الأهم هو أن نجعل أعمالنا في عام الخير مستدامة لا تنتهي ولا تتوقف مع نهاية عام الخير، فالصينيون يقولون «بدل أن تعطيني سمكة، علمني كيف أصطاد». وهذا يعني أن المبادرات التي تخدم المجتمع والأفراد مهمة، وهذا ما يقع على القطاع الخاص بالتحديد كتدريب أفراد المجتمع وتعليمهم حرفاً وأعمالاً وإعطائهم الفرص العمل في المجالات المختلفة التي تسمح لهم بالكسب الجيد والدائم. وبالنسبة للأفراد سيكون مفيداً لو خصص الطبيب أو الممرضة وقتاً للتثقيف الصحي، وكذلك المعلم والمعلمة لو خصصت من وقتها جزءاً لمحو الأمية عند عدد من أفراد المجتمع، حيث سيكون في ذلك خير كثير للمجتمع، ولنقس على ذلك الكثير والأفكار بلا حدود، والمهم أن نشارك في تقديمها وتنفيذها، وأن يتحمل كل فرد منا مسؤوليته دون أن ينتظر من الآخرين أو يعتمد عليهم.