الفريق الساعي للبطولة لا ينشغل بالآخرين، لهذا انشغل الجزيرة بنفسه، ومنذ أن قفز على قمة الجدول، تميز الجزيرة بشيء، فهو لا يلتفت إلى الخلف، ولا ينظر سوى إلى الأمام، وبالمقارنة بين موسمين، تبدو الأمور مذهلة بالنسبة لفرقة العنكبوت، أو فخر أبوظبي كما يحلو لمحبيه تسميته، وشتان ما بين معاناة الفريق في الدور الأول من الموسم الماضي، وتألقه في الموسم الحالي، فهناك عمل مبذول قامت به الإدارة وآثاره واضحة على الفريق، وهناك قصص وأسرار وحكايات، وكلمة السر هي تين كات. عندما تعاقد الجزيرة مع الهولندي تين كات لم يكن التفاؤل في أوجه، فتجارب المدرب السابقة في المنطقة لم تكن ناجحة تماماً، خصوصاً تجربته مع الأهلي، والتي لم تستمر لأكثر من شهر وكانت خاتمتها قاسية، حيث خسر الأهلي بخماسية نظيفة أمام السد القطري في البطولة الآسيوية، وبعد المباراة تقدم تين كات باستقالته خلال المؤتمر الصحفي، معتذراً للجميع، ومتحملاً مسؤولية النتيجة الثقيلة، وقال: أشعر أنني لست الرجل المناسب لقيادة الفريق خلال الفترة المقبلة. جاء تين كات إلى الجزيرة بديلاً للمدرب الذي يتفاءل به الجزراوية كثيراً وهو البرازيلي براجا، والذي قاد الفريق لأول لقب دوري في تاريخ النادي، بل والثنائية في موسم 2010/‏‏‏2011، وكان الفريق يعاني في القاع، ولا يتفوق على صاحب المركز قبل الأخير سوى بفارق 3 نقاط، جاء في ختام الدور الأول، وفي الدور الثاني كان الجزيرة ثاني أكثر الفرق حصولاً على النقاط بعد الأهلي، كما أنهى موسمه بالتتويج بطلاً لكأس رئيس الدولة. نجحت المهمة في شقها الأول، انتشل الفريق من الدوامة وقاده إلى لقب الكأس، وبدأ الشق الثاني والأصعب، ودخل الفريق هذا الموسم غير مرشح بنسبة كبيرة للمنافسة على لقب الدوري، فمنذ 5 مواسم والألقاب والترشيحات لا تخرج عن دائرة العين والأهلي، وبهدوء شديد، وبلا ضجيج يذكر، أقحم الفخر نفسه داخل الدائرة، وبعيداً عن الضغوط، كان الفريق يتقدم خطوة خطوة، حتى فوجئ الناس بالجزيرة متصدراً المشهد، معتلياً القمة وبفارق وصل إلى 7 نقاط عن أقرب الملاحقين. لم تحسم الأمور بعد وما زالت أقدام الجزراوية على الأرض، فلم ترتفع إلى السماء، والمتبقي هذا الموسم 30 نقطة كفيلة بتغيير الموازين، وتين كات يعلم هذا الأمر جيداً، ولاعبوه لديهم من الخبرة الكثير، فالقادم مثير، فحذار من الذين توجوكم أبطالاً مبكراً، وحذار من خبراء التخدير. Rashed.Alzaabi@alIttihad.ae