ما دام لا يحسن التدريب، فالأولى أن يحسن الكلام والتصريح، لكنه لا يحسن هذا ولا ذاك.. ذلك هو زنجا العجيب مدرب الشعب، والذي تحول الفريق تحت قيادته إلى «سبيل» مجاني، للباحثين عن نقطة أو العودة لدائرة الانتصارات، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال زنجا يتفلسف ويطرح نظريات عجيبة، فهو من قرأ مستقبله التدريبي ورآه أفضل في الموسم المقبل، بعد الخسارة من الإمارات، والتي أعادت الأخير للطريق، مثلما أعاد الشعب معظم فرق الدوري، وخرج بها من دوائر الإحباط.. الشعب هذا الموسم يلعب للآخرين وليس لنفسه، وكاد أو هو بالفعل في دائرة السقوط إلى عالم الدرجة الأولى بنقاطه الثلاث وترتيبه الأخير، وكلاهما غير قابل للتحسين نظرياً وعملياً، وإن ظلت الحسابات قائمة. الحسابات ممكنة في نظر زنجا، وفي نظر علم الحساب، لكنها في الواقع لا تبدو كذلك على الإطلاق، وأعتقد أن فريقاً فرط فيما فرط فيه الشعب، وفعل ما فعله «الكوماندوز»، فقط ليس في إمكانه أن يضيف جديداً، وإنما هو لا يستحق هذا الجديد، وكم كنت أود من زنجا أن يتحدث بلغة على الأقل نفهمها وتجعلنا نلتمس له ولفريقه العذر، بدلاً من هذا الذي ساقه في المؤتمر الصحفي الأخير، ولم يكن مفهوماً على الإطلاق، وكان حديث رجل مهموم بنفسه ليس أكثر، وليس مهموماً بفريقه ولا حال فريقه. أما حديث زنجا عن الجوانب الإيجابية في مأساته مع الشعب، وأنه يرى من خلالها أن مستقبله التدريبي سيكون أقوى الموسم المقبل، فذلك من أغرب وأعجب ما سمعت، فاليوم يبني للغد، والفشل لا يمكن أن يورث النجاح، إلا في حالات استدعاء القوى الكامنة وإرادة تعديل المسيرة، وزنجا من المفترض أنه طوال مسيرة تدريبية لا بأس بها، ليس في إمكانه أفضل مما كان، وقد حظي بفرص كثيرة في دورينا، ومسيرته غالباً في هبوط، ولا أعتقد أن ما حققه مع الشعب ومع غيره للآن، يمكن أن يغري غيره باستقدامه، ليصنع هذا المستقبل الأفضل والأقوى. الشعب منح الثقة لـ12 منافساً حتى الآن، وبالقليل من المثابرة سيمنحها للبقية، ما دام هذا هو حاله وذاك هو مدربه، ولا أعتقد أن القادم لـ«الكوماندوز» يمكن أن يشهد انقلاب الدفة، ليحصل هو على الثقة من المنافسين، فقد بات صيداً سهلاً وتم تصنيفه على هذا الأساس، فحال الفريق مترهل، ومعظم النتائج التي خسر بها كبيرة.. ثلاثيات وأحياناً خماسيات، وفريق بهذا الشكل لن يتغير، ما لم يتغير من داخله، ما لم يدرك أن أزمته فيه، وأن حلها منه، ولن يسعفه الوقت ليدرك ذلك. كلمة أخيرة: أن تخطئ في الفعل وفي التبرير.. تلك قمة الفشل