الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقاب للردع

1 فبراير 2016 03:02
تجتهد الجهات المسؤولة في سن اللوائح والقوانين التي تضمن الحياة الآمنة السليمة لأفراد المجتمع من مواطن ومقيم أو زائر، فأساس بناء الدول وتقدمها الأنظمة التي تشرعها لضمان التعايش الآمن بين الأفراد، وتأمين كل ما يكفل حفظهم وسلامتهم، لابد والأمر كذلك أن يحتوي القانون عقوبات توائم مستوى المخالفة والنتائج المترتبة على ارتكابها. فعندما نتحدث عن مخالفة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة سواء كان بالتحدث أو بمتابعة وسائل التواصل أو بالتقاط السيلفي يتعلق الأمر بأرواح مستخدمي الطريق وتهديد حياتهم وسلامتهم مما يحتاج إلى عقاب رادع للمخالف يوازي ما يقوم به، حتى يقوم العقاب بالدور الذي خلق من أجله وهو ردع من يخالف الشرع والقانون والواجب والمنطق، ولا يلتزم إلا بالقوة وفرض ما يخشى من العقوبات. كثيرون أولئك الذين يعانون خللاً في ميزان تقديرهم لما يقومون به، وإن سمع أولئك عمن خسر حياته من أجل مكالمة وآخر تسبب في موت أخيه في سبيل متابعته لوسائل التواصل وثالث موت ابنه كان ثمناً لالتقاط السيلفي وترتيب غترته، ورابع وخامس وما زالت المآسي التي ينتجها استخدام الهواتف مستمرة دون الاتعاظ بما حدث، فالكل يظن في نفسه العبقرية الفذة التي ستمكنه من الانفراد باستخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة مع تفاديه لمخاطر الطريق ومفاجآته، مشككاً في القدرات القيادية لمن تعرض للحوادث القاتلة. حبذا لو قامت الدولة بالاتفاق وبعض الشركات العالمية لإنتاج جهاز يحجب الإرسال أثناء سير السيارة وفرضت اقتناءه كجزء أساسي من أجزائها عند التجديد، قد يبدو الحل صعبا وغير مقبول لاسيما بعد أن اعتدنا استخدام الهواتف بحرية ودونما قيود تحد من ذلك الاستخدام الممتع وإن كان غير مهم في معظم الأحيان، بيد أنه حل يتيم يغني عن المخالفات والقوانين والدراسات والاجتماعات الخاصة باستخدام الهاتف أثناء القيادة، ولا مشكلة في الوقوف دقيقة على قارعة الشارع لإجراء مكالمة مهمة أو كتابة رسالة عاجلة. حينها ستعود الشوارع إلى سابق عهدها من تركيز السائقين عليها، وسيعود لها بريق الأهمية وستتربع على عرش الأماكن الآمنة للمستخدمين، من الطبيعي ألا يخلو شارع يختنق مراراً بالسيارات من بعض الحوادث، غير أن ما تسببه حوادث المركزين الواعين لما يدور حولهم لا ما يدور في هواتفهم أقل ضرراً من تلك التي تحدث أثناء خروج السائق من منطقة الحدث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©