لا تتصوروا أننا كما ترون.. طاقتنا بتلك الحدود الضيقة، وإبداعاتنا تراوح أماكنها.. لا تصدقوا أن تلك حدودنا لأن لنا مناطق لا تحيطها حدود.. فقط نحن نقيس الإنجاز بالبشر، وهذا هو الخطأ، وإلا فسروا لي ما يفعله اتحاد الجو جيتسو من نجاحات تتصاعد يوماً بعد يوم، سواء على الصعيد الفني للعبة، أو على الصعيد الإداري من خلال المناصب التي تخطب ود أبناء الإمارات ليطوروا ويقودوا اللعبة إلى حيث تتمنى وتريد. أدرك أن دعم سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للعبة، كان فارقاً ومحورياً، ولكن أي شيء في الإمارات لا ترعاه قيادة الإمارات.. أي قادر على إنجاز لم تمتد إليه ألف يد لتمهد له الطريق.. قولوا لي: ألا تحظى الكرة بأضعاف أضعاف ما يحظي به الجو جيتسو؟.. ألا تحظى الكثير من ألعابنا الرياضية بدعم يعينها على المضي في برامجها، لها عقود طويلة من العمل والتجربة والترقب والأمل. أمس، كان العالم كله هنا في اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للجو جيتسو، ولأنهم بارعون في استثمار الأمل، ولأنهم ليست لديهم عقد أو تعقيدات، ولأن غايتهم على ما يبدو أن تتطور اللعبة وأن تنتشر، كان اختيار عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي للجو جيتسو، نائباً أول لرئيس الاتحاد الدولي، باختصاصات رئيس الاتحاد، كما اختير فهد علي الشامسي أمين عام الاتحادين الإماراتي والآسيوي، أميناً عاماً للاتحاد الدولي. المنصبان دلالة.. أننا حين نريد نستطيع، وأن ما نراه من الكثير من الاتحادات الرياضية هنا، ليس حدود ما نستطيع ولا ما نستحق.. حدودنا أن نحلق في سماء الإنجاز رياضياً كان أم إدارياً.. حدودنا ألا تكون لنا حدود في ظل قيادة سخية تضعنا بين الجوانح، وتوفر لنا كل مقومات القفز فوق الأحلام. والحقيقة أن ما حققه عبدالمنعم الهاشمي مع الجو جيتسو، اختزل الكثير من الزمان وربما المكان أيضاً، والأخير هو الملمح المهم في تجربة الهاشمي الثرية مع اللعبة، فقد باتت أبوظبي محطة رئيسة، إن لم تكن المحطة الأولى في خريطة اللعبة، سواء من حيث البطولات، أو حتى على الصعيد الإداري، فاليوم تمسك الإمارات بأمانة واقتدار بخيوط اللعبة قارياً ودولياً، وهذا التكليف هو لمصلحة اللعبة أولاً، وإن كان عبئاً ثقيلاً على كاهل الهاشمي، الذي تعهد بأنه لن يستريح حتى يرى اللعبة في المنافسات الأولمبية. كم أتمنى أن يكون الجو جيتسو مصدر إلهام للكثيرين.. تلك اللعبة التي دخلت كل بيت وقفزت إلى كل أمنية، وحصدت لرياضة الإمارات من الميداليات، ربما ما يفوق ما حققته بقية الألعاب.. كم أتمنى أن نكون مثلها.. بلا حدود للعطاء.. بلا حدود للحلم. كلمة أخيرة: الإبداع موهبة لا يجيدها «الموظفون»