بعد أيام قليلة من إسدال الستار على الدورة التاسعة لجائزة زايد لطاقة المستقبل، وتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للفائزين، نتابع الجهد الذي تقوم به مؤسسة سقيا الإمارات، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، للترويج للجائزة العالمية للمياه التي تحمل اسم سموه، وتبلغ قيمتها مليون دولار أميركي. جوائز ومبادرات تنطلق من وطن المبادرات الريادية، لتؤكد حرص الإمارات على تضافر جهود المجتمع الدولي، ونحن نتحد في مواجهة التحديات التي تواجه البشرية قاطبة، لا سيما في ميادين الطاقة والمياه. وما هذه الجوائز والمبادرات سوى مساعٍ وخطط وبرامج للعمل على حلول مبتكرة لمواجهة مشكلة ندرة المياه التي تتهدد العالم، وبالذات في منطقتنا الخليجية والعديد من بلداننا العربية. والمتابع لجهود الإمارات في هذا المجال، يلحظ حرص مبادراتها على تبني أساليب مبتكرة تعتمد التقنيات المتطورة والحلول الذكية بالتوسع في استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة، وفي المقدمة منها الطاقة الشمسية التي أصبحت تلعب دوراً كبيراً في مساعدة المجتمعات الفقيرة للتغلب على مشكلة نقص إمدادات الطاقة، ودعمها لحفر المياه والوصول لمصادرها باستخدام الطاقات الجديدة والنظيفة. إن المبادرات المتعددة التي تقوم بها الإمارات في مختلف المجالات لمساعدة المجتمعات في العديد من مناطق العالم، لتجاوز التحديات التي تواجهها، تنطلق من قناعة راسخة بضرورة توظيف الموارد والطاقات كافة لجعل حياة الإنسان أينما كان أفضل وأحسن. وهي قناعة تقوم من ذات النهج الذي تأسست عليه إمارات الخير والعطاء، بأن تكون - دوماً- عوناً وسنداً للشقيق والصديق. قناعة راسخة نسجت منها الإمارات علاقات صداقة وشراكة مع الخيرين في هذا العالم ممن يعملون- دوماً- لخير وإسعاد الإنسان. علاقات بناءة تزرع الأمل وتنشر الطاقة الإيجابية للعمل مع الجميع لتجاوز التحديات والمعوقات التي يستسلم لها البعض، ويعتقد أنها مستحيلات. مسيرة البناء في الإمارات سلسلة متصلة من تحدي التحديات وقهر المستحيل، حذفت الكلمة ذاتها من القاموس، ورفعت سقف التحدي لتحول الصحاري واحات غناء، بفضل من الله وقناعة القيادة بأن الأعمال الجليلة لا تتحقق إلا بالهمم العالية، وما هذه المبادرات المضيئة سوى جزء من المنجز العظيم.