ربما من المعادلات المهمة في الاتحاد الآسيوي أنه عربي، فرئيسه هو البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، ورئيس لجنة المسابقات هو القطري سعود المهندي، ومعهما وبينهما، هناك الكثير من الأسماء العربية التي تعيش بيننا قبل أن تكون في موقع المسؤولية بالاتحاد القاري، وبالتالي هي تدري… نعم تدري وتكابد وتدرك أن المسألة الإيرانية لا يمكن اختزالها في التقارير والأوراق، وأن الصدر العربي قد ضاق. من هنا، فإن ما انتهت إليه لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي في اجتماعاتها بالعاصمة القطرية الدوحة، لا يرضي الطموح الإماراتي، ولا يواكب الأحداث بالمرة، وما قالته إيران عن عدم تدخل السياسة في الرياضة، كان الأولى أن تلتزم هي به، ثم إن المطالب «السعودية - الإماراتية» لم تطالب بشيء خارق للعادة، أو يمثل انتقاصاً للحقوق الإيرانية، وهو أن نلتقي معاً على أرض محايدة، لوقف هذه العنصرية المريضة التي أعتقد أنها كانت في مقدمة أسباب «المكاسب» التي حققتها الكرة الإيرانية في الفترات الماضية، قبل الأداء المهارات.. كانت تلك الأجواء المشحونة.. كانت بتصدير الخوف والرعب، وليس باللعب. وما اتخذته لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي من قرارات في هذا الخصوص، وتعديلها مواعيد بعض المباريات «السعودية- الإيرانية»، وتحديد موعد لإعادة تقييم الموقف من جديد، ثم رفضها تأجيل أو تعديل مواعيد مباريات الفرق الإيرانية والإماراتية، فيه تجاهل واضح وصريح وغير مفسر لما يجري على الساحة، والتي لم يعد بالإمكان فصل معادلتها السياسية عن الرياضية، لأن هذا هو النهج الإيراني، ولم يكن يوماً نهجاً إماراتياً، وتشهد الأيام والوقائع على ذلك بوضوح. أما الحديث عن توفير إيران لخطة أمنية شاملة لضمان إقامة مباريات الفرق الإماراتية هناك في أجواء مواتية، والحديث عن عزم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عمل «مراقبة حثيثة» لهذه المباريات، وتعيين منسقين أمنيين لها، فهو أيضاً كلام لن يتجاوز الصفحات التي كُتب فيها، لأن ذلك كله من المفترض أنه ما يحدث، وسيظل تأمين المباريات مسألة إيرانية صرفة، يتولاها على طريقته، وفي الوقت الذي سيبدو الملعب على ما يرام، سيشتعل كل شيء آخر.. ستشتعل صدور الجماهير وعناوين الصحف وشاشات التليفزيون.. سنذهب إليهم ونحن أعداء. أما حديث إيران عن أنها أكثر الدول أماناً في المنطقة، فأترك كلاً من الاتحاد الآسيوي بدءاً من رئيسه، لتفنيد هذه المقولة، والتي أعتقد أنها، وإن جاءت في سياق «الترغيب»، فإنها منتهى «الترهيب»، فأن يصل تزييف الحقيقة إلى هذه الدرجة، فإن علينا أن نعيد النظر.. نحن نتنافس لنستمتع ونلعب لنكسب.. لا لنموت. كلمة أخيرة: من يزيف الحقيقة.. قادر على تزييف الواقع