في البدء كل التحية التقدير لإدارة التفتيش السياحي بهيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، لتحركها وتفاعلها السريع مع قضية شاب مواطن وزوجته صدما من معاملة أحد مطاعم منطقة المارينا بجزيرة ياس، والذي رفض دخولهما لمجرد أنه يرتدي الزي الوطني وزوجته العباية والشيلة. وآخر شيء يمكن أن يتصوره مواطن في بلاده، منعه في وضح النهار بهذه الصورة من دخول مكان عام، عبارة عن مطعم عادي، ولم يكن نادياً خاصاً أو ملهى ليلياً. التحرك الحاسم والسريع من جانب الإدارة سيعيد الصواب لأمثال هذا المطعم وغيره ممن يشجعون، ويقومون بمثل تلك التصرفات، وسيدركون معها أن السياحة والجذب السياحي لا تعني من قريب أو بعيد أن يهان إنسان في وطنه أو غير وطنه. تصرف ذلك المطعم مرفوض وبشدة، لأنه لا يحمل سوى ممارسة عنصرية بغيضة، ولو لم يتم التصدي لها بشدة وحزم لا نستبعد أن تنتشر على واجهات أماكنهم ممنوع على المواطنين أو الإماراتيين الدخول. ذات مرة، قال مستشار قانوني إنه كان ضمن حشد من البشر، وفي مكان عام، صادف أنه كان الوحيد بالزي الوطني، مما لفت انتباه حارس الأمن، ليستوقفه ويسأله من دون سائر الخلق عن سبب وجوده ووجهته!!. وقد كان ذلك الحارس أو«السكيوريتي» أفضل تهذيباً من زميل له أمام مطعم راقٍ في منطقة قرية البري بالعاصمة رفض إدخال شابين بزيهما الوطني، بحجة أنهما قد«يرعبا» السياح!!. ربما تكون تصرفات فردية أو حالات محدودة، ولكنها تظل مرفوضة جملة وتفصيلاً، وتحمل نفساً عنصرياً ممقوتاً، واستهانة مرتكبيها بالبلد الذي يأويهم، وسمح لهم بالعمل والاستثمار فيه بكل كرم وسخاء واحترام. لقد وفرت الإمارات البيئة المثالية للجميع للعيش الكريم والرغيد في دولة المؤسسات والقانون واحترام الحقوق. وكل ما هو مطلوب في المقابل احترام خصوصية هذا المجتمع وأبنائه وثقافته وعاداته وتقاليده التي تنبذ تلك الممارسات والتصرفات المتغطرسة. لقد كان التفاعل الشعبي الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية المواطن وزوجته تعبيراً عن الرفض القاطع لذلك التصرف البائس والمشين من قبل المطعم الذي نتطلع لنتائج تحقيقات إدارة التفتيش السياحي بالهيئة معه، وما تتخذه معه من إجراءات، ليكون درساً للجميع في مجتمع يتساوى كل من فيه أمام القانون، فهناك ضوابط ومعايير منظمة، ومعروفة للجميع.