الانتخابات -أي انتخابات- من المفترض أنها فرصة أولاً للتغيير أو للمزيد من الثقة والرغبة في استكمال المسيرة.. هي فرصة لنختار أو لنواصل.. لم تكن يوماً انتخابات وكفى وصناديق وقضاة.. خاصة حين تضج الساحة الرياضية بالاختلاف الذي يصل حد الخلاف. من المؤكد بأننا مقبلون على انتخابات ساخنة، وأن الصورة ستتغير وقد تختفي وجوه وتظهر وجوه.. لكن شيئاً من ذلك لا يبدو في الأفق، والواضح أننا مستمرون في مسلسل مكسيكي متعدد الأجزاء. مع كامل احترامي لكل من يعمل في الوسط الرياضي ساحتنا ليست عقيمة لهذا الحد.. وحتى لو كانوا مثاليين فالتنافس شيء جيد، والأهم إذا ما أرادت الأندية من جربتهم قبلاً، وشكت منهم قبلاً، فليس عليها أن ترفض أو أن تشكو بعد اليوم.. إلا إذا كان ما نراه ونتابعه سيناريوهات متفقاً عليها، ونحن لسنا سوى متفرجين فقط!! لقد أصابني الملل وأنا أتابع أسرار المشهد الانتخابي القادم التي لم تعد أسراراً، فالوجوه ذاتها وهناك من يستعد لنيل مقعده من جديد بالتزكية وهناك من لم نسمعه يتحدث سيكمل دورة «السكوت»، وهناك من جاءنا صدفة فتحولت الصدفة إلى قدر، ومن جاء لفترة فأصبح لكل الأزمنة، وهناك من استحق الرحيل منذ أن جاء فأصبح من الوجهاء والحكماء. يا سادة.. ساحتنا الرياضية لا تستحق منكم أن تصموها بهذا العقم، وهذا الشح وهذا الخوف.. يا سادة نحن من وطن عاش تاريخه يستثمر في الإنسان.. من حقنا أن نسمع كلاماً غير الكلام ونعاين فكراً غير الفكر، وطالما أنه ليس بينكم من اخترع الذرة وحقق مع لعبته إنجازات عالمية، فيكفي القادم أنه جديد..لديه رغبة في مجد يزهده القدماء. لا شك أن اللوم الأكبر يقع على الأندية فبيدها لا بيدي ولا يدك يأتي المجلس الذي شكوا منه وسيشكون مجدداً طالما أنهم لم يطرحوا أو يساندوا فكراً جديداً.. لست ضد أحد، والمؤكد أن هناك بين مسؤولي الاتحادات الحالية من يعمل، ولكن المؤكد أكثر أن المنافسة لصالحنا.. لصالح الرياضة والأندية. أنا واثق أنه لا شيء اليوم سيتغير.. لن يستيقظ المسؤول الذي لم يفعل شيئاً فيتخذ قراراً بالابتعاد.. لن تستيقظ الأندية فتدرك أن الفرصة قد حانت لتختار من يقودها كما تتمنى.. سيمضي الصباح ككل صباح يمضي.. وسنعاود ذات الجدل وذات التصريحات ونفس الكتابات، لكنني واثق من شيء واحد.. وهو أن كل مسؤول في الساحة الرياضية، ولهذا الذي توقف الآن وتساءل: هل يقصدني؟ أقول له: اتركها لغيرك يرحمك الله. كلمة أخيرة التغيير سنة الله في الكون.. بالتغيير نتفاءل.. فلا تحرمونا من التفاؤل