عندما تنهى الدور الأول وأنت في القمة، وتجلس في الصدارة، وتحصد الإعجاب بالأداء والاستقرار فلا مجال للحديث عن التغيير، و لامساحة للانتقادات، ولا صوت للغضب. نعم، فالقمة وبريقها تحجب الأضواء عن الأخطاء والعيوب والسلبيات، ولكن إدارة العين لا تنظر تحت أقدامها، ولا تنتظر حتى تقع الأزمة وتبدأ في التعامل معها، وقبل أن يتحول أداء إيمينيكي وريان بابل إلى منطقة الانتقادات كان القرار السريع بالتعاقد مع إسبريلا ودوجلاس. فالتغيير أحد فنون علم الإدارة، وأفضل تغيير عندما تكون في القمة لأن قراراتك تتسم بالهدوء والرؤية والحكمة بعيداً عن ضغوط النتائج وأصوات النقد . العين أنهى الدور الأول متصدراً وهذا قد يكون كافياً لأي فريق كي يغض الطرف عن سلبية هنا أو هناك، خاصة أن المهاجم إيمينيكي كان بالإمكان الإبقاء عليه فقد أحرز سبعة أهداف منها ثلاثة من ضربات جزاء. لكن العين لا ينظر إلى دوري الخليج وحده وحتى في الدوري لا يتعامل بمنطق الأول وإنما كلما تقدم استعد وكلما ارتفع تواضع وكلما داعبته البطولة جهز لها مهرها.. تلك هي إدارة الزعيم التي عرفت دوماً وحتى في الأوقات التي لم تسر فيها الأمور كما ينبغي.. كان ذلك هو النهج أيضاً لكن عامل التوفيق ربما لم يكن حاضراً مثلما هو اليوم.. إضافة إلى أن البنفسج مر بالفعل بفترة بناء شهدت أحداثا ونتائج منطقية.. لكن الجماهير لا تطيق صبراً على البناء.. الجماهير تريد البطولة حتى وأنت منشغل بالبناء. ما حققه العين هذا الموسم لا يمكن اختزاله في الانتصارات السبع المتتالية الأخيرة وآخرها ثلاثية الوصل النظيفة.. ولا في إحدى عشرة مباراة دون هزيمة أو شباكه النظيفة في سبع مباريات.. كل ذلك وغيره من أرقام الفريق واللاعبين لابد أن يوضع معا.. ساعتها ستكون الصورة مختلفة.. ستكون أوضح وسترى إنجاز العين أكبر من أن يمضي في لمحة.. ساعتها سترى الإدارة المرابطة على مبادئها الراضية بأن تبقى في الظل الصابرة على النقد وربما الغضب.. ستجدها في مقدمة المشهد الحقيقي.. سعادتها في أن تصنع السعادة لجماهير الزعيم . بالطبع.. هناك جهود كثيرة تساند التفوق العيناوي هذه الأيام.. منها زلاتكو قدر العين الجميل.. واللاعبون الذين يؤدون وهم يعلمون لأي نادٍ يلعبون وماذا تريد جماهيرهم.. لكن الإدارة دائماً.. في النادي أو في الشركة أو في الهيئة.. هي من تكتب المعادلة.. وإدارة الزعيم كعهدها تكتب للنجاح فقط وليس عليها إدراكه.. إدارة الزعيم أكدت بضربتها الأخيرة أنها خارج حسابات الاعتياد.. هي بمنطق الأشياء في دائرة الاستثناء. كلمة أخيرة النجاح له ألف أب والفشل له أب واحد.. والإدارة في أي مكان هي الأب والأم أيضاً