كثيراً ما قلنا إن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة، وهي مقولة صحيحة إلا مع إيران التي أفسدت السياسة فيها كل شيء حتى الرياضة التي حولوها إلى ساحة للجحيم والعنصرية والانتقام، وخاصة من الخليج الذي فاض به الكيل من عطائه الذي لا يقابله سوى الجحود. على مدار أربع حلقات كاملة وموثقة طرحت الاتحاد ملفاً ليس ساخناً ولا ملتبساً لكنه أسود بكل تفاصيله، مليء بحكايات يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان.. والغريب والمدهش أن الأندية والاتحادات لم تكشف المستور هل لأننا من سأل أم لأن تقلبات الساحة وظهور الوجه الإيراني الآخر بكل سوءاته دفعهم للتصريح بعد أن كان الأمر مجرد تلميح؟. أنا شخصياً لم أكن أتصور الأمر بهذه العنصرية والقسوة.. أي نعم كنت متابعاً لتجاوزات وخروج عن النص كنت أحسبه من جنوح كرة القدم.. لم أظن يوماً أنه منهج يسير على هوى السياسة الكارهة لكل ما هو عربي وكل ما هو سني.. كنت أصدق ابتسامة فاترة من لاعب أو مدرب، فهم بارعون في اللعب بالمشاعر وتخبئة ما استقر في الوجدان.. لم نتوقف يوماً عند ما يفعلون موقف الباحث أو المرتاب.. لم نهتم يوماً بترجمة صحفهم التي تشتعل بالنار ولم نفهم يوماً صراخهم في المدرجات على أنه حقد وكراهية.. كنا دوماً نحسبها كرة وتشجيعاً وحماساً قد يزيد. لا شك أن السياسة هنا هي التي أثرت على الرياضة فالأخيرة لم تكن يوماً هكذا.. الرياضة ساحة للمتعة والنضال وليس للقتال، وبعد ما رأيناه من السياسة الإيرانية التي طال حقدها البعثات الدبلوماسية الآمنة بالدين وبالعرف والمواثيق الدولية، بات من حق الرياضيين أن يفزعوا وعلى الاتحاد الدولي لكرة القدم وأي اتحادات أخرى أن تستجيب لمطالب مشروعة تريد للرياضة أن تظل على رسالتها ونقائها وليس ساحة للقتال والعنصرية. أعتقد أن أول الطريق لتحقيق ما نريد يبدأ بموقف خليجي موحد وليس بإمكان أي خليجي أن يدعي خلاف ما طرحه هذا الملف الأسود؛ فالجميع عانوا من الصلف والجنوح الإيراني.. ويجب أن يواكب هذا الموقف تحرك فاعل ومتشعب من الاتحادات العربية ومن كل ممثل عربي في الاتحادات الدولية لتلتفت تلك الاتحادات إلى الطبيعة الرياضية الإيرانية وأنها ليست سوى فصل من فصول سياستها التي أرقت العالم بأسره. لا نريد اختزال الموقف عند حدود أن نكتب ولا أن يظن الرياضيون أن دورهم انتهى بالتصريح والشكوى على الورق.. نريد أن نكتب ولا تكتفي الساحة بأن تشجب. كلمة أخيرة: من أكثر الحكم التي تعجبني وأحفظها «لن يركب أحد على كتفيك ما لم تنحنِ ».