الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الآباء الذين لم يقرأوا

23 يناير 2016 00:43
بعضنا من الجيل القديم، لم يكن لدى الغالبية العظمى منا آباء وأمهات يقرأون، في ذلك الوقت كانت لديهم كتب رف أو رفين أو عدد قليل لا يربو على أصابع اليد، كان بعضهم يضعها في المجلس فيراها الضيوف وكأنها من أساسيات تلك البيوت الصغيرة المتواضعة، ولم يكن هناك كمبيوتر ولا إنترنت، لكن كان هناك شعور لدى الشباب بأن قراءة الكتب أسلوب من أساليب الحياة. الآن يقول الكثيرون من أبناء الآباء الذين لم يقرأوا: لماذا المكتبة المنزلية في زمن الإنترنت والتكنولوجيا؟ وتبعاً لهذا السؤال تكاد البيوت الكبيرة تخلو من المكتبة المنزلية في وجود الكمبيوتر والإنترنت، وكأن هذه الوسائل تشترط القطيعة بينها والمكتبة الكلاسيكية. والحقيقة أنه تفكيرنا الذي تغير، نظرتنا للمكتبة المنزلية تغيرت في زمن القراءة الرقمية التي تأتيك في لمح البصر بكل شيء، وبينما كنا في السابق نتصفح الكتاب، أصبحت المسألة مجرد «تش» وتتصفح بعينك المعلومة التي تحتاج إليها. نتذكر أيام كان الإنسان منا يبدأ يومه بالمرور على كتبه يتفقدها! وعندما يخرج إلى السوق أو يزور الأصدقاء يعود أحياناً وفي يده كيس بداخله كتاب اشتراه أو استعاره. كانت المكتبة المنزلية هواية جميلة من ذلك الزمن الجميل. غير أنك تفاجأ في هذا الزمان بطالب الثانوي يسأل بينما هو على عتبة التخرج: وكيف «أعمل» مكتبة منزلية، فتقول له اسأل أحد أبويك أو جدك أو معلمك، فهي هواية قد تنتقل بالوراثة! كل ما يحتاجه أبناء هذا الجيل هو أب أو أم أو معلم لديه ذائقة للكتاب غير المدرسي، وجينات قوية لتوريثه على شاكلة «فرخ الوز عوام»، عندها ستجد الكتاب في المنزل وليس من الضروري أن يكون في مكتبة ديكور أو مكتبة ضخمة، لكننا اليوم نفتقد تلك الجينات في ظل تصورنا المبالغ فيه لقدرة التكنولوجيا على تثقيفنا، فلا يتجاوز طموح أطفالنا في القراءة حدود بحث الكمبيوتر والقص واللصق، وفي النهاية لا أحد يقرأ البحث في المدرسة! رحم الله أولئك الآباء الذين لم يقرأوا، فعن أهمية المكتبة المنزلية تقول إحدى الدراسات الاجتماعية الحديثة التي أجرتها جامعة نيفادا الأميركية واستغرقت سنوات، إن وجود المكتبة في المنزل له أثر قوي على التحصيل الدراسي للأبناء، بغض النظر عن عوامل أخرى كالمستوى التعليمي لآبائهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©