الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ناصر شبانة: الشاعر كائن ملتزم عبثه

20 يناير 2016 23:32
محمد عريقات (عمّان) نظمت لجنة الدراسات والنقد الأدبي في رابطة الكتاب الأردنيين بالعاصمة عمّان، ندوة نقدية للشاعر والناقد د. ناصر شبانة بعنوان «حقيقة الشاعر» أدارها الناقد د. عبد الفتاح النجار، وسط حضور لافت من شعراء ونقاد أردنيين وعرب. في بداية حديثه عرف شبانة الشاعر بأنه «كائن عابث ملتزم عبثه، وطفل لاه مسرور بلهوه، مزيج من طين الإنس، أي مخلوق هذا الذي يخلق قصيدته من طين اللغةِ العفويّة، وينفخ فيها من روح عبقريته وفردانيته، فتتمثل له شعرا سويا، وأي كائن أسطوري هذا القادر على استفزاز دموع البشر، واستدراجها إلى لهب القصيدة، وخلق ابتساماتهم على هيئة هلال مشبع بالنرجسية؟». وأضاف شبانة: «شبح الشاعر لا يظهر إلا حين يتنزل ليل القصيدة، ويلوح بدر الإلهام، فلا شاعر خارج القصيدة، ولا قصيدة خارج دائرة الإلهام، نحن لا نقول: ذهب الشاعر وجاء الشاعر إلا مجازاً، فهو ليس شاعراً في ذهابه، وليس شاعراً في مجيئه، وليس شاعراً في عمله، ولا شاعراً في نومه، إنه شاعر فقط حين يمارس فعل الكتابة، إنه في تلك اللحظات فحسب يغدو كائناً أسطورياً، أو رجلاً مستذئباً، يملك قوى خارقة، وقدرة على الافتراس، وحالما تخمد نار القصيدة في روحه، يعود متعباً شاحباً كما كان أول مرّة، بشرياً طينياً، لا هالة نور تحفه، ولا لهب نار يوقده، عندئذ لا نقول إنه شاعر إلا تجاوزاً للحقيقة». وأوضح قائلاً: «من الوهم النقدي المتوارث ما نجده من ذهاب نقاد أو مناهج نقدية إلى المطابقة والمقايسة بين حياة الشاعر وقصيدته، محاولين أو متوهمين أن في قصيدة الشاعر حقيقته، وأسرار حياته، وتفاصيل أخلاقه وشيمه، ما يجعلهم يعيبون عليه مثلاً سكره وغيه، ويمتدحون فيه نبل أخلاقه وفروسيته وشهامتَه، كل ذلك اتكاء على شعره الخادع، وسراب قصيدته الذي يحسبه الظامئ ماء زلالاً، إن الشاعر في قصيدته غير الشاعر خارج القصيدة، فالشاعر ممثل كبير، يؤدي دوراً ما في القصيدة مختلفاً تماماً عن دوره الذي يؤديه في الواقع، قد يؤدي دور العاشق دون أن يجرب العشق، وقد يؤدي دور الفارس دون أن يجرب الفروسية، وقد يؤدي دور الفاجر دون أن يكونه إلا هاجساً في حيز القصيدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©