الوضع الحالي لكرة القدم في الإمارات عبارة عن كثير من الفوضى، وكومة من المشاكل، والثقة في أدنى مستوياتها، ولكن هل هذا الوضع جديد، أو وليد الموسم الحالي فقط؟، أليس هو الوضع نفسه الذي كنا نعيشه قبل عام؟ وكل السنوات الماضية، ألسنا نعيش كل موسم مع أحداث مسلسل مكسيكي آخر، فهل كنا على ما يرام وأحوالنا بخير؟ أم أنها صحوة مفاجئة واستفاقة ضمير. ليس من العدل أو الإنصاف أن يتم الحكم على مروان بن غليطة، رئيس اتحاد الكرة أو أعضاء مجلس الإدارة الحالي، سواء بالنجاح أو الفشل من خلال الفترة القصيرة التي مضت من عمر هذا المجلس، فهو لم يكمل عامه الأول، ومع ذلك فقد بدأ البعض يتحدث عن عدم قدرة «اتحاد بن غليطة» على الصمود، وعن ضرورة حل هذا المجلس، سواء عن طريق الجمعية العمومية أو الاستقالة الطوعية. نعم انتقدنا عمل اتحاد الكرة الحالي، ومتى ما رأينا الخطأ سننتقد، ونعم هناك الكثير من الأخطاء التي وقعوا فيها، وهناك الكثير من الملاحظات، ولكن أليست تلك هي طبيعة العمل في هذا المجال، وأليست هذه الأخطاء والملاحظات وهذا النقد متواصل ومستمر منذ سنوات طويلة، وفي كل عام تمر كرة الإمارات بالعديد من القضايا الشائكة والمعقدة. الغريب أن يتعامل البعض مع مجلس إدارة اتحاد منتخب كما يتعاملون مع مدرب لم تكن نتائجه مع الفريق كما يرام خلال موسمه الأول، ويطالبون بإقالته والتعاقد مع مدرب جديد، والمشكلة أن تصدر هذه الآراء من مسؤولين مرموقين، وقد لا يجاهرون بتلك المطالبات طبعاً، ولكنهم يتحدثون بها في جلساتهم الخاصة، فالناس في السر غير الناس في العلن. ليس من مصلحة كرة الإمارات أن يتم التسويق لفكرة سحب الثقة من مجلس إدارة اتحاد الكرة، وليس بهذه الطريقة نحل مشاكلنا، ويجب على أولئك الذين يروجون لمثل هذه الأفكار، دعم الاتحاد ومساندته بصدق وإخلاص، وتجديد الثقة بهم، وتقديم المصلحة العامة على أي مصالح خاصة. الكرة الآن في ملعب المهندس مروان بن غليطة رئيس الاتحاد، ومن الضروري أن يقوم باحتواء فريق العمل، والتعامل معهم بحكمة القائد، فسر نجاح العمل هو في التكاتف والتآزر، واستعادة الثقة التي بدأت تهتز مؤخراً، لن تكون سوى في نبذ الخلافات الجانبية، ولهم منا كل عون، ودعونا نمنحهم الفرصة الكاملة، ولنتذكر أن كرتنا لم تسكن يوماً ربوع المدينة الفاضلة.