الكاريزما هي الجاذبية، هي كلمة إغريقية، هي الحضور الطاغي، وهي موهبة ربانية، لا ينالها سوى قلة من البشر، عادة هم القادة والأكثر تأثيراً على الجمهور، لا تكتفي من أحاديثهم بل تفتش حتى ما بين السطور، الكاريزما لها تعريفات كثيرة وسمات لا محدودة، كلها تجتمع وتلتقي في شخص عبدالله النابودة. من السهل أن تخرج وتتكلم على الملأ، تستطيع أن تقول «الشباب ما قصروا»، أو «قدر الله وما شاء فعل»، وغيرها من الحديث الذي يبعث على الملل، ولكن الصعب أن تخلق آراءك حراكاً وتثير الجدل. وبالأمس وبعد أن نشرنا الحوار الساخن الذي أجراه الزميل المتألق عمران محمد مع عبدالله النابودة رئيس مجلس إدارة الأهلي بعناوينه الرنانة ومضامينه المثيرة، لم يكن هناك في الساحة غيره، وفي حقيقة الأمر ليس هناك غيره في السنوات الأخيرة، يشعل الوسط الرياضي بتصريحاته القوية، وبصفقاته النارية، وبالإنجازات والألقاب، في كل الألعاب، ألم يأخذ بيد الفرسان إلى نهائي آسيا للمرة الأولى ولم يحصر تفكيره بالمحلي؟! لهذا تحبه وتقدره جماهير الأهلي. هناك نقاط اتفق معه فيها وبالطبع اختلف في نقاط، ولكن ما أتحدث عنه هو قدرته على تحريك المياه الراكدة، وإحياء الساحة الرياضية التي يندر فيها مثل هذه الشخصيات التي تتحدث بثقة مفرطة، وتمتلك الجرأة، ولا تقبل أن يكون حضورها هامشياً أو لمجرد التواجد. لكم أن تتفقوا معه أو تختلفوا، يحق لكم أن تقبلوا ويجوز أن ترفضوا، وخالفوه في الرأي واعترضوا، ناقشوه في طرحه وردوا عليه بالحجة والكلمة، ولكن لا تنكروا أنه اليوم في القمة، فعندما تكون قوياً يكون كلامك مسموعاً، وعندما يختار الرجل الحديث في اليوم الذي يعلن فيه عن صفقة من العيار الثقيل بالتعاقد مع خميس إسماعيل قادماً من الجزيرة، فاقترنت أفعاله مع مضمون تصريحاته، حتى بدا أنه لم يكن يتكلم ولكنه كان يستعرض عضلاته. قال إن الأهلي هو «المعزب»، فلماذا العجب؟ وعلى مر تاريخنا استحقت الكثير من الفرق هذا اللقب، الوصل والشارقة والنصر والوحدة والشباب كلهم لعبوا في يوم من الأيام دور «المعزب»، و«المعزب» هنا هو الذي يعمل بالأسباب، ويكون منافساً على كل الألقاب، ويحضر «المعزب» في مواسم وقد يغيب، فلكل زمان دولة و«معازيب»، وفي السنوات الأخيرة كانت المنافسة شبه محصورة بين الزعيم والفرسان، لذا على الصعيد التنافسي بالطبع هما «معازيب» هذا الزمان.