أن تختار الأمم المتحدة الإمارات، ومدينة دبي تحديداً لإطلاق تقريرها الإنساني، فذلك تأكيد للمكانة الريادية للإمارات بقيادة قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبارها الدولة الأولى عالمياً في العطاء الإنساني، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدى حضوره حفل إطلاق التقرير، أمس الأول، بحضور بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والفريق الأممي الذي ضم شخصيات رفيعة. المكانة الريادية الرفيعة للإمارات في ساحات العطاء الإنساني ثمرة نهج أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجعل منها صرحاً يجود بالخير والعطاء لكل محتاج وإغاثة كل ملهوف أينما كان، دون تمييز للون أو عرق أو معتقد. وتطورت هذه الرؤية والنهج لتمضي في مساعدة المجتمعات المنكوبة والفئات المحتاجة، وفق قواعد وأسس تضمن لها موارد مستدامة تحقق لمن فيها مقومات الحياة الكريمة. في مختلف بقاع الأرض، وحيثما تظهر الحاجة، تجد رُسل الإنسانية من أبناء الإمارات ومتطوعي هيئاتها الإنسانية والخيرية يتقدمون الصفوف، ويسارعون بالوجود لإغاثة ومساعدة من توالت عليهم صروف الدهر ونوائب العصر من حروب وكوارث الطبيعة أو تلك من صنع البشر، وبالأخص الحروب والنزاعات التي تسببت مؤخراً في ظهور أكبر حالة نزوح بشري للاجئين في العالم منذ الحرب العالمية. تابعنا رسل الإنسانية الإماراتية وبصماتها الخيرة في مناطق عدة، ولعل أقربها إلينا اليوم الصورة الزاهية لما تقدمه الهيئات الإنسانية الخيرية الإماراتية في اليمن الشقيق الذي يعاني حروب الانقلابيين الحوثيين ومليشيات الرئيس المخلوع علي صالح، وجرائمهم ضد الإنسانية باستهدافهم المستشفيات والتجمعات السكنية. كما يعاني الأمراض الفتاكة، وبالذات حمى الضنك المتفشية هناك، التي حصدت المئات من الأطفال. وإلى جانب الجهد الإنساني الكبير والمميز للإمارات على ساحات العطاء، فإنها حرصت على الوجود بقوة في البرامج والمبادرات كافة لرفع كفاءة العمل الإنساني وإشراك مختلف الفئات في كل المجتمعات؛ بهدف سد الفجوة القائمة في المساعدات العالمية، التي تتسبب دائماً في تأخر وصولها للمستحقين لها، وهم في أمسِّ الحاجة إليها. اختيار الأمم المتحدة الإمارات لإطلاق تقريرها الخاص بالتمويل الإنساني، شهادة لصرح سيظل بإذن الله منارة خير وعطاء للجميع.