المجلس الوطني الاتحادي، المصباح المنير، الذي يضيء لغة الحكومة، ويفتح منافذ الرؤية باتجاه العمل الحكومي، فالوطني والحكومة هما رافدان لنهر واحد، هما فريقا عمل يداً بيد وكتفاً بكتف، نحو إنجاز وطني يحقق السعادة والرفاهية للإنسان، يعشب الأرض، ويخصب الفكرة، ويرطب العلاقة ما بين العقل والقلب. الوطني والحكومة، شجرتان في بستان الوطن، والطائر إنسان، ينتظر الظل والأغصان الوارفة المثمرة، المزدهرة بعرفان الحياة والعمل الدؤوب. وتأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على أن العمل كفريق واحد هو المنوال والموال، من أجل الإجابة على السؤال، من نحن؟ وبهذه الرسالة المباشرة من سموه، فإن استدعاء الجهد، وتكثيف العمل الوطني، والسهر على جعل الإمارات سعيدة، هو مطلب سموه وهو حاجة إنسانية، وهو الحقيقة المطلقة التي يبحث عنها كل مواطن في الماضي والحاضر والمستقبل.. والمجلس الوطني فئتان، من الشباب والمخضرمين، وهذا ما يعطي المجلس زخماً عملياً حين تتلاقح الأفكار، وتتمازج القدرات وتتضافر الطاقة، لتجسد وعياً كلياً يصب في خانة المجتمع. هذه هي ديمقراطية الإمارات المنفتحة على الذات المتصالحة مع النفس المتجهة فوراً نحو القول الفاعل، والفعل العامل، والعمل المتكامل. هذه هي شمس الإمارات، تشرق نهاراً، لتضيء وجه القمر ليلاً، ولتهتف النجوم طرباً بالمنجز المثالي، نشوانة بعطاء أهل الدار، وسخائهم وثراء قدراتهم.. هي هي نخلة الإمارات، ريانة بالبوح الجميل، مزدانة بالحصد النبيل، وجذلانة بالنسل الأصل.. هذه هي رؤية الإمارات في العمل الوطني المشترك. فالحكومة جزء لا يتجزأ من «الوطني» والوطني مكمل لجهد الحكومة والفريقان يسيران نحو مصب واحد، آتيان من منبع واحد. ومن تابع عمل أعضاء المجلس الوطني السابق، لا يحتاج إلى طرح أسئلة كثيرة، فهذا المجلس أسس على خط واحد وخطة واحدة، وخطوات تتبع بعضها، ليكمل الجديد ما قدمه السابق، واللاحق إضافة لمن قبله، والمسيرة مستمرة، بعطاء لا يكف عن العطاء، وبذل يزخرف المكتسبات بخرز الألوان الزاهية، وحرير العشاق الذين يسهرون ليرتخي الوطن على أريكة الرفاهية والسعادة. ولكي يتكئ المواطن على مسند الأمن والاطمئنان، ويكبر الحب، ويتسع الدرب، ومن الخصب نحصد كل عذب، والأوفياء هم الذين نسجوا قماشة الألفة ما بين الوطن والمواطن، وحاكوا معطف الثقة ما بين الحكومة والمجلس الوطني، حتى بات الجميع يشعرون أنهم أعضاء لمؤسسة واحدة.. هذا كله بفضل القيادة التي صاغت كل هذا النسيج وأنتجت كل هذا الأريج.