المشهد في أبوظبي بالأمس كان مليئاً بالفخر والثقة لأنه كان جزءاً من مشهد مستقبلي، فقد حضر العالم إلى عاصمة الإمارات ليرى ما الذي تفعله الدولة ومؤسساتها لضمان مستقبل الأجيال من خلال مبادراتها في مجال التنمية المستدامة، وفي أبوظبي يلتقي العالم ليرى ما الذي يفعله الجميع من أجل مستقبلهم وكيف تفكر دول العالم من أجل كوكب أكثر قدرة على مقاومة التغيرات المناخية والتأثيرات البيئية المختلفة والمتزايدة. أما الأشخاص والمشاريع والأفكار التي فازت بجائزة زايد لطاقة المستقبل، فقد كانت تستحق كل ذلك التصفيق، فالفائزون بابتكاراتهم وأفكارهم الكبيرة والصغيرة هم من يسعون إلى تغيير العالم ليكون مكاناً أفضل للعيش، وهم من يسعون للحفاظ على كوكب الأرض ولتوفير الحلول العملية للمشكلات الكبيرة، وقد نجحت الجائزة في تحفيز العقول في العالم، سواء للمتخصصين والباحثين، أو للشباب وطلبة المدارس الذين باتوا شغوفين بتقديم أفكار خلاقة كل عام. ودولة الإمارات التي انطلقت في فكر الاستدامة منذ سنوات تدرك أنها يجب أن تكون مستعدة للمستقبل، وكل ما يدور خلال هذه الأيام من جلسات وندوات وحوارات ونقاشات في أروقة «أسبوع أبوظبي للاستدامة» يعكس مدى رغبة الإمارات وعملها من أجل مستقبل أفضل لهذا الوطن وللأجيال القادمة فيه، وسعي الإمارات لتحقيق التنوع الاقتصادي المستدام أكدته القيادة ووضعته بحيث أصبح جزءاً من «رؤية 2021». ودولة الإمارات لا تعمل بمفردها، ولا من أجل نفسها فقط، فهي تدرك أن تحديات المناخ قضية عالمية، لذا فقد كان دورها محل تقدير عالمي من خلال المشاركة في حشد الدعم لاتفاق باريس التاريخي للحد من تغيرات المناخ الذي تم مؤخراً، وقد استطاعت الإمارات أن تكون مساهماً رئيسياً في العمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة في وقت أصبح فيه العالم بحاجة إلى جهد جميع دول العالم، صغيرة وكبيرة من أجل دفع عجلة التنمية المستدامة، فأكبر التحديات التي يواجهها العالم اليوم هو تأمين الطاقة النظيفة التي سيزداد عليها الطلب مستقبلاً، خصوصاً في ظل سعي العالم للحد من تداعيات ظاهرة تغير المناخ. عندما نسعى لاقتصاد مستدام ووطن مستدام من المهم ألا نغفل عن أن ذلك يحتاج إلى شعب متجدد في أفكاره وتصرفاته وتعامله مع الطاقة ومع البيئة، ويمكنه إيجاد الأفكار الخلاقة التي تساعد على خلق اقتصاد مستدام قادر على الاستمرار دون الاعتماد على مصدر واحد للطاقة، وقادر على تأمين الطاقة والوصول إليها ونشر مصادرها المتجددة، وهذا ما تسعى إليه الإمارات من خلال نهجها الاستباقي في تنويع اقتصادها وتطوير مواردها البشرية. alhammadi@alittihad.ae