الفوز في الانتخابات - أي انتخابات- ليس كالفوز في مباراة.. إنه أمر مختلف.. في المباراة، قد يفوز من لا يستحق بكرة طائشة أو ركلة جزاء غير صحيحة أو مزيد من الحظ، لكن التفوق في الانتخابات مختلف.. من يختارون يحسبونها جيداً، ومن يربحون يحسبونها جيداً أيضاً. ولأننا الإمارات، كان الفوز الكاسح لمرشحنا فيصل الرحماني برئاسة الاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية الأصيلة، على حساب مرشح قطر سامي البوعينين، بفارق خمسة أصوات.. تفوقنا على قطر وعلى بلجيكا والسويد، وحصلنا على المقعد بجدارة واقتدار. لأننا الإمارات.. لم يشغلنا كون البوعينين رئيساً للاتحاد الدولي لثلاث دورات على التوالي، ولا كونه حاز اللقب في الدورة الماضية بخمسة وعشرين صوتاً، فصوت الإمارات الواعي والواثق والساعي دوماً للسلام والمحبة، أكبر من أن يخوض مغامرة غير محسوبة. لأننا الإمارات.. أرض زايد.. لم يشغلنا كثيراً الحشد والتأليب القطري، وخضنا تحدياً شريفاً ونزيهاً، يرتكز إلى المبادئ والقيم الإماراتية، التي لا تستجدي ولا تناور ولا نزف، لنقنع العالم أننا الأحق، وأننا الأمناء على عالم الفروسية العربية الأصيلة، فنحن موطنها ورعاتها ونحن من يبذل لأجلها الغالي والنفيس على مدار عقود من الزمان. لأننا الإمارات، وبيننا سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس هيئة الإمارات لسباقات الخيل.. الفارس والرياضي والقامة، لم يكن مستغرباً على العالم أن يدرك ماذا بإمكاننا أن نفعل، وكان دعم سمو الشيخ منصور بمثابة كلمة السر القادرة على حسم الأمور، فالقاصي والداني يعلم أيادي سموه البيضاء على عالم الخيل والفروسية، والتي سطرت صفحات خالدة في تاريخ تلك الرياضة. لأننا الإمارات التي أثبتت للعالم أجمع في الفترة الأخيرة زيف المزيفين، وأسقطت الأقنعة عن المتربصين، لم يكن ما تموج به المنطقة بمعزل عن التصويت، فانحازت العقول إلى من يصنعون السلام، وينشرون مبادئ الوئام. لأننا الإمارات، اختارنا العالم، وهو يعلم من اختار.. وسلم قياد المؤسسة الأولى في عالم الخيول العربية الأصيلة إلينا، وإنا -بعون الله- لقادرون على المضي بها إلى فوق ما تتمنى، بعزم الرجال وعطاء المخلصين. لأننا الإمارات، التي أطلقت حول العالم العديد من المبادرات، وأعلت من شأن الجواد العربي الأصيل، كان طبيعياً أن نجني الثمار، وما حدث في الانتخابات - وإن كان تكليفاً- فهو الشكر الذي تأجل حتى آن وقت حصاده.. هنيئاً لدولتنا فوزها المستحق، وأصدق الأماني لفارسنا الرحماني. لأننا الإمارات.. أرض الأوفياء الطيبين.. وطن العزم الذي لا يلين.. كنا وحدنا القادرين على إسقاط البوعينين. كلمة أخيرة: ثقة العالم عنوان هويتك بين الأمم.. ولأننا الكبار.. اختارنا «افهار»