تقوم بلدية أبوظبي بجهد كبير وواضح في نشر المساحات الخضراء والحدائق الغناء الجميلة في مختلف مناطق عاصمتنا الحبيبة، وأصبحت المدينة تزخر بالعديد من المتنفسات التي تحظى بإقبال كبير من الأسر، وسكان المدينة من مواطنين ومقيمين، وتغص بالآف الزوار خلال أيام العطل والإجازات، وصباحات وآماسي الطقس الجميل في مثل هذا الوقت من العام. حدائق ومتنزهات وفق أرقى المعايير والمواصفات وليست مجرد مساحات خضراء متناثرة، وأنما مزودة بأحدث الألعاب والتجهيزات، والمرافق الضرورية لتجعل من زيارتها متعة كبيرة وفائدة للجميع ليستمتعوا بمرافقها وبما تتضمن من تسهيلات راقية. ولكن للأسف من يزور هذه الحدائق يرى من الغرائب والعجب ما لا يوصف، جراء إصرار الكثير من روادها على تشويه كل شيء جميل فيها بما يتركون من مخلفات، وبما يغضون الطرف فيه من ممارسات، وهم يرون صغارهم يصرون على تخريب ألعاب وجدت لتسليتهم، وحتى بعض الكبار نراهم يسيئون استخدام المعدات الرياضية الموجودة أصلاً لتحسين نمط حياتهم وتمكينهم من ممارسة نشاط بدني خلال تواجدهم في الحديقة لأجل حياة صحية، في نطاق التوجهات العامة لمواجهة تفشي البدانة وما يترتب عليها من أمراض العصر. وتصدمك في العديد من تلك الحدائق اصرار ذلك البعض على إفساد الجو النقي لرئات المدينة بحفلات الشواء وأدخنة الشيشة بمختلف نكهاتها من دون أي أحساس بالمسؤولية ليس فقط تجاه الآخرين، بل وحتى صغارهم الذين يستنشقون رغما عنهم ذلك الكم الهائل من الأدخنة. بصراحة أمام هذه النوعية من رواد الحدائق نستحضر عقوبة على الطريقة السنغافورية، حيث تلزم سلطات الجزيرة الجميلة الذين تتكرر مخالفاتهم في تشويه الحدائق بالعمل كعمال نظافة فيها ثلاثة أيام في الأسبوع تزيد مدة العقوبة بحسب حجم المخالفة. إلى جانب مضاعفة الغرامات المالية المترتبة عليهم. لأن ما يقوم به أمثال هؤلاء المخالفين يحمل قدراً هائلًا من الاستخفاف بجهود الآخرين، والاستهانة بالمرافق والمنشآت العامة المخصصة للجمهور. واستغرب كذلك من ردة فعل هذه الشريحة من المخالفين عندما ترتفع أصواتهم غاضبة من مفتشي البلدية الذين يظهرون في أحايين قليلة لتحرير مخالفات الشواء في أماكن ممنوعة. البلدية مدعوة لزيادة مراقبيها لحماية حدائقها من عبث أعداء الجمال والراحة ممن يفسدون على بقية رواد الحدائق متعة الاستمتاع بها. والتصدي بحزم لممارسات مدمني «الشيشة» وليس الشواء فقط!!.