السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القارئ غير الكاتب

16 يناير 2016 00:13
لماذا لا تُدرّس مادة القراءة الإبداعية ولماذا تكتفي بعض الجامعات والمعاهد بتدريس الكتابة الإبداعية ويبقى أمر القراءة الإبداعية ثانويا؟ تسأل نفسك كلما اكتشفت أن أسهل عبارة بالنسبة لك هو القول بأنه على الرغم من كل شيء فإن الناس لا تقرأ، وبالتأكيد فقد تجيب أنت على سؤالك: وهل يتعلم الناس القراءة كما يتعلمون الكتابة في مدارسنا؟ وهكذا تجد نفسك أمام سؤال وجواب حول القراءة والكتابة وفي النهاية البيضة قبل أم الدجاجة؟ لكن بينما تتذكر أن الكتابة موهبة توجد عند البعض فقط، يتبادر إلى ذهنك أن القراءة كذلك موهبة، ولكن هذا الكلام لا يعني أن الناس لا يتعلمونها في المدرسة، وعلى الهامش تنعي حظك، تتذكر القراءة التي يمر بها الناس في المدرسة هرولة أو على طريقة أسهل حصة و«ياللا إلى المكتبة نغير الجو!» أو نقرأ مرة في الأسبوع، وأحيانا «ما في وقت» أو الهدف من درس القراءة هو «القواعد»! والآن تتذكر أن القراءة على الرغم من أهميتها إلا أنك في أحيان كثيرة تنسى نفسك أثناءها فتقرأ ككاتب ولا تقرأ كقارئ! فقط تتصور نفسك وأنت تقرأ الكتاب ويذهب تفكيرك إلى أشياء أخرى غير الفكرة التي يطرحها الكاتب ويريدها أن تكون همزة الوصل بينك وبينه فتضحك، حتى أنه يكفيك أحيانا أن تعد المرات التي تضطر فيها إلى العودة للبدايات التي لم تعتن بالتركيز عليها لتتواصل معه! ولأن القارئ غير الكاتب فأنت تحلم بأن يغيّر الآخرون قراءتهم، فلا تظل القراءة مجرد تقليب صفحات وفي المنهج تطبيق لمهارات أخرى في مادة اللغة العربية، تحلم بأن تتحول القراءة إلى اكتشاف وإلى متعة وشعور يمكن التعبير عنه في النهاية، تحلم بأن يمارس الآخرون القراءة بوعي بما وراء النص وما بين السطور مما يكشف عن معلومة مهمة هنا وهناك، أن يمارسوا قراءة تعلم النقد الذاتي الحضاري، وأن تحرضهم القراءة على التعبير عن المشاعر والتعرف على الذات. لكن لن نذهب بعيدا، فنحن ورثنا هذا النوع من القراءة غير المسؤولة ليس من بيوتنا فقط بل من خارجها أيضا، وفي مدارسنا وبمجرد أن ينتهي أبناؤنا من الكتاب المدرسي تراهم لا يقرؤون شيئا غيره، شيء ليس من الضروري أن يكون كتابا، حتى لو كان من الجريدة!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©