هكذا هي الطبيعة تكون طيعة غير منيعة، عندما يصير العقل بمحاذاة النجوم، وعندما تصبح الروح، طائرة بأجنحة الأمل، وتكون العلاقة بين الإنسان والمعرفة، كما هي العلاقة بين الضوء والظلام، كما هي العلاقة ما بين الماء والشجر، كما هي العلاقة ما بين المحارة والبحر، كما هي العلاقة ما بين التألق والشعر، كما هي العلاقة ما بين المراكب والسفر، كما هي العلاقة ما بين الصحوة والفجر، وكما تكون النوق في الصحراء، آية وظفراً، كما تكون الأوطان سفينة ركابها بيض الصقال القواطع، من بذل وفكر. هكذا يضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المسؤوليات الجسام أمام المجتمع، ويسلط الضوء، والالتزامات الأخلاقية والوطنية التي تقع على عاتق كل مخلص للحياة محب للنفاذ خارج إطار التقليد والتقيد بالرتابة. في مقدمة كتاب «مسبار الأمل» يسرد سموه حكاية الأجداد والمجد الذي كان قلادة تطوق أعناقهم، ثم يردف قائلاً ، إن اليوم علينا أن ننظر إلى النجوم، وأن نتجه نحو غايات الكون الفسيح، لأننا جديرون بذلك، كون الإرادة القوية أصبحت مجالنا وجَمالنا ومجملنا، وهي القوة والنشوة والنخوة، والصحوة، والصهوة، وهي رخاء الإمارات وعزتها ومجدها وفخرها. هكذا يمضي سموه بالمعاني السامية نحو الإنسان، نحو المطلوب من الأجيال أن تقدمه، وتبذل من أجله النفس والنفيس، وتكرس الجهد لأجل وطن قدم الكثير ويحتاج منا أن نقدم ونبذل ونناضل من أجل رفعته، والحفاظ على منجزاته، والتمسك بمكتسباته، لأجل تجاوز الحاضر إلى غد مشرق بالنجاحات متألق بالتطور متأنق بجمال العطاء، وجزيل التفاني ونكران الذات. هكذا يبعث سموه برسالة شديدة الحلم، شديدة العلم، والمعرفة بقدرات أهل الوطن وقناعة القيادة من أنه لا بديل عن التغير، والسير قدماً نحو الأفق هناك حيث تسكن شمس الآمال الجميلة هناك، حيث تكمن الحقيقة، هناك وإلى هناك نرسل النظر، ونخطر القاصي والداني أننا جديرون بإكمال المهمة، قادرون على تحقيق الآمال، جاهزون لكل الاحتمالات لأن الحياة، بدأت بالمحاولة، وبالمحاولة حقق الإنسان منجزه الحضاري بكل ثقة وثبات. لا شيء يأتي من دون جهد، ولا شيء يشرق من دون أضواء الفكر، وأشجار القلب المظللة. سموه يقف هنا عند آخر الطريق في مقدمة الصفوف كقائد يعرف أن القيادة هي المثال والنموذج، والوطن يستحق منا كل الحب والتضحيات.