أن تفوز لا بأس، وأن تخسر لا بأس، ولكن أن تخسر فوق الأهداف والنقاط .. تلك هي المعضلة والمأساة.. ذلك هو ما لا نتمناه لدورينا ولا لأي نادٍ إماراتي، فنحن لا نذهب إلى الملعب للفرجة على «ضرابة» ولا نشاهد التليفزيون لنرى ما لا نود أن يشاهده أبناؤنا.. الكرة بوابة للمتعة.. لا يجب أن يكون فيها مكان إلا للابتسامة والصداقة.. نتنافس أي نعم، ولكن بحب، وفي النهاية يحتفظ من فاز ومن خسر بأهم ما لديهما.. القدوة. من هنا، فإن ما حدث في قمة العين وشباب الأهلي دبي أمس الأول، يمكن اعتباره نقطة تحول لا بد من التصدي لها مبكراً قبل أن يستفحل الأمر، وقبل أن تنفلت الأمور أكثر من ذلك، خاصة أن الأحداث التي رافقت المباراة، لم تستثن عنصراً واحداً من عناصر اللعبة، فامتدت من اللاعبين إلى المدربين إلى الجمهور.. الكل أدلى بدلوه، وشارك على طريقته في الأحداث التي لا نريد أن نراها على الإطلاق في دوري الإمارات. نسمي القمة بهذا الاسم، لأنها كذلك.. الكل يعرف أن «عليه العين» وأنها مباراة استثنائية، تمثل محطة زاهية من محطات الدوري.. الكل من المفترض أنه يأتي للاحتفال بالكرة وبالجمهور.. الكل يتأهب لمشهد غير عادي، ولكن أن يحدث كل هذا الانفلات في قمة، فذلك مؤشر يجب ألا يمضي مرور الكرام، وعلى الجميع، أندية واتحاداً ولجنة محترفين، أن يتوقفوا عنده، وأن يتخذوا من القرارات ما يحفظ للدوري ثباته وهيبته. كان من المفترض على عبدالعزيز هيكل وخالد عيسى أن يدركا أنهما قدوة قبل أن يقدما على ما أقدما عليه، وكان واجباً على كوزمين أن يتريث في تصريحاته، وأن يعلم أن الخطأ له وعليه، وأنه إذا كان مستاء من طرد حارس مرماه وعدم احتساب ضربة جزاء، ففي الجولة الماضية استاء عجمان من طرد حسن زهران أمام الأهلي، وكان واجباً على المحللين أن يكونوا الماء الذي يطفئ نار الغضب والتعصب، بدلاً من أن يتراشقوا على الفضائيات، ينتصر كل واحد منهم لميوله، دون مراعاة لأبسط قواعد النقد. أما الجمهور، فلا عجب أن حدث منه ما حدث بعد المباراة من تجاوزات، فالعبث طال الجميع، والجمهور أضعف حلقات المنظومة، ليس أهونها، لكن العقل الجماعي يتحرك وفق محفزات، امتدت من اللاعبين إلى المدربين ثم المحللين. وبعيداً عن تلك الأحداث، فقد فاز العين، لكنه كان الأسوأ في أغلب الخطوط.. بالإضافة إلى المدرب زوران الذي لم يتمكن من استغلال النقص العددي للأهلي من خلال التبديلات، لكن اقتنص النقاط، ومثل هذه النقاط، وإن رفعت الرصيد، إلا أنها لو بقيت الأمور على حالها، قد لا تفيد. كلمة أخيرة: من القمة إلى الهاوية .. الفاصل مجرد قرار بأن تقفز