على أوتار شمس المغيب عزفت الحبيبة لحنها، وحمل الهواء المرسل في فضاء طلق، نغمة الناي وسرت لا تحدها جدران ولا تنحني، وبلا أي نشاز رقص الزمن، فيما تهادى فرح بين الأمواج العطرة في ثنايا خصلات شعرها، وأنشد المحيط نشيداً عتيقاً، أتى من دهاليز عمر الزمن، من قصص العشاق وهم يغالبون الموج والرياح، والأشرعة الهائجة في رقصها. نشيد ملؤه الحنين والمحبة، ملؤه الحروف التي حيكت في سياق الكلمات التي لا ينكسر سيرها عن اتجاه القلب وتمضي متشكلة نجوماً ومضيئة زوايا العتمة. *** تعزف الحبيبة موسيقى تأخذ الخوف ومتعلقاته إلى انحدار الماء من على جبل، فيتحطم على إيقاع الشلال المنساب من الأعالي ويتفرق، موسيقى تزيل صدى الألم في الروح، تمسح من أمام البصر مشاهد الانكسار والانحسار والانسحاق المرير للإنسان.. موسيقى تشد من أزر الأمل كي يلمع في نهار الحياة وليلها، تزيح التعابير البائسة من على وجوه الأطفال في الأقاصي، والحزن والغربة من عيونهم. *** تجر الكمنجة اللحن مسترسلة في غسل وجه العالم، عله يتطهر من الدنس، من الشراسة والكراهية والعدوانية، من الجهل والطريق الذي يقود إلى الاصطدام بالجدر. تجر الكمنجة اللحن وتعزف الأصابع الألماسية على خيوط الشمس لحن ابتسامة تسير على حافة الزمن وتضيء دروب القلوب القوية بالحب، ودروب الأرواح الشفافة حد الرقص.. وعلى وقع مشهد الحافة ينهض عمراً جديداً ويلبس الزمن شبابه ويغزل القمر القدرة على الحب من جديد. *** لك اذا هذا المطر هذا العزف على أوتار الروح الرقص في معية خطواتك تعتلين سلم الغيوم.. تتشابك أصابعنا نفتح جناحين ونطير