مع إطلالة 2016، «عام القراءة» الذي وجه به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تشرفت بتلقي إهداء غال، كتاب «ومضات من حكمة» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حاملاً إهداء سموه، معبراً عن موقع القراءة، عندما يكون الكتاب في مرتبة التهاد والإهداء وتحفيز القراءة. أمس الأول كانت نخب الإمارات بأسرها، يتقدمهم الشيخ محمد بن راشد في «خلوة المائة»، وعصف للفكر للخروج بتصورات محددة لوضع توجيهات قائد المسيرة، خليفة الخير، على مسار التنفيذ بجعل «عام القراءة» مثمراً، تتحقق فيه الغايات السامية للفعل الشرعي والحضاري للقراءة. حلقات ودوائر من النقاش والحوار المتصل لبلورة الأفكار الخلاقة على طريق بناء أجيال عاشقة للقراءة مفتاح المعرفة، تحلق في فضاءات الإدراك والعلم والتعلم، وتتمدد باتجاهات غير محدودة، تصب جميعها في خدمة مسيرة الإمارات، منارة الإبداع والإنجاز والتوهج الفكري والثقافي والمجد، في زمن يدفع فيه جهلاء العصر ورموز الانغلاق باتجاه ظلمات الضلالة والتضليل، لإقصاء الآخر. القراءة فعل حضاري، ليست مفتاحاً للمعرفة وحسب، وإنما المدخل لفهم حضارات وثقافات الآخرين، وبالتالي التفاعل والتعايش معها لمصلحة الارتقاء بالإنسان في مجتمعات مزدهرة متعايشة في انسجام. هذا الفعل الحضاري الذي نزلت به أول آية في القرآن الكريم دستور جميع المسلمين، جنح به خوارج العصر نحو التطرف والتشدد، وجعلوا منه وسيلة لنشر مفاهيمهم ومزاعمهم المغلوطة. مبادرة «عام القراءة» تضيف بها الإمارات رصيداً جديداً لإسهاماتها الحضارية في بناء أجيال تقبل على الكتاب والعلوم، وقدمت معه مشروعاً حضارياً غير مسبوق، تمثل في مشروع «تحدي القراءة» الذي يعد أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي بالتزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة في قراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي. ولتستعيد معه «خير أمة أخرجت للناس» مكانتها الريادية، فقد صنعت حضارتها التي قدمت للبشرية إنجازات مهمة وملهمة على صعد مختلفة، قبل أن تنكفئ بعدما هجرت الكتاب. «خلوة المائة» اعتنت بمختلف قطاعات المجتمع بغية إشراك الجميع في بناء جيل يواكب المرحلة الجديدة من التنمية في الإمارات، وكان الإنسان وسيظل الأساس فيها والمحرك، فشكراً لكل من شارك لتأصيل القراءة.