الإمارات من الدول الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية، ليس في محيطها العربي الإسلامي، وإنما في مناطق كثيرة من العالم، وهذا الاهتمام لم يأتِ من فراغ، وإنما من الروح الإنسانية والمحبّة للناس جميعاً، والتي غرسها إنسان هذه السواحل منذ أقدم العصور. فكرامة وعزة الإنسان العربي لا تقبل بالظلم والضيم والعوز للأخ، ثم ترسخ هذا التوجه على يد مؤسس دولة الإمارات وزارع روح الحب والرعاية للجميع داخل الإمارات وخارجها، والشواهد كثيرة على أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان الرائد والداعم دائماً وأبداً في المسارعة وفي الغوث والرعاية والدعم للإنسانية خاصة في الدول الفقيرة، بل إن شعوباً كثيرة في أقطار أوروبية شرقية أهلكتها الحروب القذرة والتمزق العرقي لبى نداءها الدعم الإنساني الإماراتي، فروح الإنسانية العالية التي غرست في هؤلاء الناس والمؤسسات الراعية وبالخصوص الهلال الأحمر الإماراتي، دائماً تسابق الزمن في الغوث والمساعدة والرعاية للمتضررين من شعوب الأرض. نشعر بالسعادة والفرح بتوثب هذه الروح العظيمة والرؤية الإنسانية، وعمل الخير والمعروف لوجه الله سبحانه وتعالى، ما يجعل الإمارات نموذجاً للحب والسلام والخير، فيصبح جزءاً من صورتها الجميلة. هذا النموذج الإماراتي يختلف كلياً عن تلك النزعة الشريرة عند بعض الدول التوسعية الطائفية التي توزع الخراب والفتن والسلاح على كل من يسعى إلى هدم الإنسانية، وتمزيق أرضه ووطنه وزرع فئات معادية لأوطانها وأرضها وسائرة على طريق الحروب والإرهاب والفتن، ولعلّ هذا العام هو عام تعرية تلك الدول ووضعها في حجمها الطبيعي متدثرة بـ(شادور) نواياها الخبيثة التي كشف ستارها أمام القاصي والداني. وكان الكشف الأكبر في القرى السورية التي ظهرت الآن على العلن، والتي يموت أهلها جوعاً وفقراً وقهراً على يد أنصار تلك الدولة الراعية للخراب والدمار، والمتبنية لكل غراب ناعق ضد ناسه ووطنه وأمته العربية، كما يحصل في العراق وبلاد الشام كلها واليمن. إنني أتوقع أن يكون عام 2016 هو العام الذي يبدأ فيه سد الثغرات وترميم الجدران المتهدمة في الوطن العربي، فحتى أولئك الذين شربوا من خيرات الخليج العربي ثم غدروا تم كشفهم وتعريتهم، وهذه بشارة بأن الصورة أصبحت واضحة، وأن قوى الشر والطائفية والحقد إلى خذلان. الإنسانية والمحبة هما المنتصرتان دائماً إن شاء الله.